كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

جهل، في أنفه بُرَةٌ من فضة ليغيظ به المشركين (¬1). ولم يذكر في الحديبية.
وقال هشام (¬2): كان معه سبعون بَدَنةً، البَدَنَةُ عن عشرة أنفس، وهذا يدل على أنهم كانوا سبع مئة.
وفي الصحيح: أنهم كانوا بضع عشرة مئة (¬3). وقال ابن عباس: كانوا ألفًا وخمس مئة، وقيل: ألفًا وثلاث مئة (¬4)، ويحتمل أنهم كانوا حين خرجوا من المدينة سبع مئة، ثم لحقهم الناس فزادوا على ألف فارس.
قال الواقدي: وأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه أم سلمة، فلما كان بعُسْفان لقيه بُسْر بن سفيان الخزاعي، وقيل: إنما لقيه بغَدير الأَشْطاط، فقال له: يا رسول الله، أو يا محمد، هذه قريش سمعت بمسيرك، فأَجْمَعَتْ على صدِّك عن البيت الحرام، وقد خرجوا بالعُوذِ المَطافيل، قد لبسوا جلود النمور، ونزلوا بذي طُوى يَأْلونَ بالله لا تدخُلُها عليهم أبدًا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدَّموه إلى كُراع الغَميمِ، وقدَّموا مئتي فارس مع خالد (¬5).
قال المصنف - رحمه الله -: وذكر الطبري في "تاريخه": أن خالد بن الوليد كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ مسلمًا، وأن عكرمة بن أبي جهل خرج من مكة في خمس مئة فارس، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخالد بن الوليد: "هَذا ابنُ عَمِّكَ قَد أَتَاكَ في الخَيلِ". فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله، قال: فيومئذ سمي سيف الله. ثم قال خالد: يا رسول الله، ارم بي حيث شئت، فبعثه على خيل فلقي عكرمة في الشِّعب فهزمه، فأنزل
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد في "مسنده" (2362).
(¬2) لعله ابن هشام، انظر "السيرة" 2/ 308 - 309.
(¬3) الحديث مروي عن عدد من الصحابة: فأخرج البخاري (4153)، ومسلم (1856) من حديث جابر - رضي الله عنه - قال: كانوا خمس عشرة مائة. وأخرج البخاري (4155)، ومسلم (1857) من حديث عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال: كان أصحاب الشجرة ألفًا وثلاثمئة. وللبراء بن عازب - رضي الله عنه - عند البخاري (4150) قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع عشرة مئة. ولسلمة بن الأكوع عند مسلم (1807) قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أربع عشرة مئة.
(¬4) أخرجه الطبري في "تاريخه" 2/ 621.
(¬5) "المغازي" 2/ 579 - 580.

الصفحة 372