كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

قال ابن إسحاق: ولم يتخلف عن البيعة أحد (¬1)، وفيهم نزل: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
قال يزيد بن أبي عبيد: قلت لسلمة بن الأكوع: على أيِّ شيء بايعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية؟ قال: على الموت. أخرجاه في "الصحيحين" (¬2).
وقال جابر بن عبد الله: بايعنا نبي الله يومَ الحديبية على أن لا نَفِرَّ (¬3).
وعن مَعْقِل بن يسار أنه شهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية وهو رافعٌ غصنًا من أغصان الشجرة بيده عن رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع الناس، قال: فبايعوه على أن لا يفروا، وهم يومئذ ألف وأربع مئة (¬4).
قال جابر: إلّا الجَدَّ بنَ قَيْسٍ فإنه اختفى تحت شجرة، وفي رواية: تحت بطن بعيره يستتر به من الناس (¬5). وكان منافقًا.
وعن جابر بن عبد الله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يَدخُلُ النَّارَ أَحَدٌ ممَّن بايَعَ تَحتَ الشَّجَرةِ" (¬6).
وقال جابر: جاء عبدٌ لِحاطبِ بنِ أبي بلتعة يشكو سيِّده فقال: والله يا رسول الله، ليدخُلَنَّ حاطبٌ النار، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَذَبتَ لا يُدخُلُها، إنَّه قد شَهِدَ بَدرًا والحُديبِيَةَ". انفرد بإخراجه مسلم (¬7).
وقال جابر: كنَّا يوم الحديبية ألفًا وأربع مئة فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنتُمُ اليَومَ خَيْرُ أَهلِ الأَرضِ". أخرجاه في "الصحيحين" (¬8).
¬__________
(¬1) انظر "السيرة" 2/ 316.
(¬2) أخرجه البخاري (4169)، ومسلم (1860).
(¬3) أخرجه أحمد في "مسنده" (14114).
(¬4) أخرجه مسلم (1858).
(¬5) أخرجه مسلم (1856) (69)، ولم نقف على الرواية الأولى.
(¬6) أخرجه أحمد في "مسنده" (14778).
(¬7) أخرجه مسلم (2495).
(¬8) أخرجه البخاري (4154)، ومسلم (1856) (71).

الصفحة 386