كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 3)

بعده ألحقوا "لا إله إلا الله" سطر "محمد" سطر "رسول الله" سطر (¬1).
وقال أنس: لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب كتابًا إلى الروم قالوا: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا مختومًا، فاتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتمًا من فضة، قال أنس: كأني أنظر إلى بياضه في يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقشه: محمد رسول الله (¬2).
وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّي قدِ اتَّخذْتُ خاتمًا، ونَقَشتُ عليه محمدٌ رسُولُ اللهِ، فلا تَنقُشُوا عليه" (¬3).
وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تَسْتَضيئوا بنارِ المُشرِكينَ، ولا تَنْقُشُوا في خَواتِيمِكُم عَربيًّا" (¬4).
أما الاستضاءةُ بنار المشركين فأخْذُ آرائهم، وأما النقش العربي فقال الحسن: لا تنقشوا عليه محمد رسول الله.
وعن الشعبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب في هذه الكتب: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال: وكان يكتب في صدر الإسلام باسمك اللهمَّ كما كانت تكتب قريش حتى نزل قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41]، فكتب بسم الله، حتى نزل قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} [الإسراء: 110] فكتب: بسم الله الرحمن، حتى نزل قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [النمل: 30] فكتبها (¬5).
وفي رواية: وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب البحرين (¬6).
قال ابن سعد: وقد كتب لجماعة لم يضبط لهم تاريخ، وكتب لأساقفة نجران
¬__________
(¬1) الخبر عند ابن سعد في "الطبقات" 1/ 409: ما كان نقش خاتم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: صدق الله، ثم ألحق، بعده محمد رسول الله.
وأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - " عن أنس قال: كان فص خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - حبشيًا وكان مكتوبًا عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله، "لا إله إلا الله" سطر، و"محمد" سطر و"رسول الله" سطر.
(¬2) أخرجه البخاري (2938)، ومسلم (2092) (56).
(¬3) أخرجه البخاري (5877)، ومسلم (5092).
(¬4) أخرجه أحمد في "مسنده" (11954).
(¬5) "الطبقات الكبرى" 1/ 227.
(¬6) انظر "السيرة" 2/ 607.

الصفحة 392