تفارق عينيه حمرة، وخاتَمُ النبوة بين كتفيه، واسمه محمد وأحمد، وهذه البلدة مولده، وبها مبعثه، ثم يخرجه قومه منها، ويكرهون ما جاء به فيهاجر إلى يثرب، فيظهر الله أمره، وإياك أن تخدع، فإني طفت البلاد كُلَّها أطلب الدين، فكل من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقول: هذا الدين وراءك. قال: فلما نُبّئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بقول زيد، وأقرأته منه السلام، فترحَّم عليه وقال: "رَأَيتُه في الجنَّة يَسْحبُ ذُيولًا" (¬1).
وخرجت سنة ست وثلاثين، وسبع وثلاثين ولم يتجدد فيها من الحوادث شيء.
* * *
السنة الثامنة والثلاثون من مولده - صلى الله عليه وسلم -
فيها رأى الضوء، وسمع الصوت.
قال ابن مسعود: أقام بمكة ثلاث سنين يسمع الصوت ولا يدري ما هو، ويرى الضوء، وأقام ثلاث عشرة سنة يوحى إليه -يعني بمكة- (¬2).
* * *
السنة الأربعون من مولده - صلى الله عليه وسلم -
وفيها قتل كسرى أَبَرْويزُ النُّعمانَ بنَ المنذر. قال الواقدي: قتل قبل المبعث بتسعة أشهر (¬3).
وفيها كان يوم ذي قار، وكان لبني شيبان على كسرى، وهو أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم. وفي حديث أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "وبي نُصِرُوا" (¬4).
¬__________
(¬1) "الطبقات الكبير" 1/ 135 - 136 و 3/ 352 عن الواقدي، عن علي بن عيسى الحكمي، عن أبيه، عن عامر. ولم نقف فيه على الإسناد الَّذي ذكر المصنف، وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (2419)، والطبري 2/ 295، وابن عساكر في "تاريخه" 19/ 504، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 328 من طريق ابن سعد.
(¬2) أخرجه مسلم (2353) (123) من حديث ابن عباس، ولم نقف عليه من حديث ابن مسعود.
(¬3) انظر "المنتظم" 2/ 332.
(¬4) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 63 من حديث الأخرم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والطبراني في "الكبير" (5520) من حديث سعيد بن العاص مطولًا.