كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)

سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ -رضي اللَّه عنه- لِقَتْلِ خَالِدٍ بنِ سُفْيَانَ الهُذَلِيِّ
وَفِي الخَامِسِ مِنْ مُحَرَّمٍ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْهِجْرَةِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَبْدَ اللَّهِ أُنَيْسًا -رضي اللَّه عنه- لِقَتْلِ خَالِدٍ بنِ سُفْيَانَ الهُذَلِيِّ، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ، وَابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: "إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بنَ سُفْيَانَ بنَ نُبَيْحٍ الهُذَلِيَّ، يَجْمَعُ لِيَ النَّاسَ لِيَغْزُونِي وَهُوَ بِعُرَنَه (¬1)، فَأْتِهِ فَاقْتُلْهُ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْعَتْهُ (¬2) لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ، قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ إِقْشَعْرِيرَةً" (¬3).
وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا رَأَيْتَهُ هِبْتَهُ وَفَرَقْتَ (¬4) مِنْهُ، وَذَكرْتَ الشَّيْطَانَ".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُنَيْسٍ -رضي اللَّه عنه-: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي (¬5) حَتَّى وَقَعْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ بِعُرَنَه مَعَ ظُعُنٍ (¬6) يَرْتَادُ (¬7) لَهُنَّ مَنْزِلًا، حِينَ كَانَ وَقْتُ العَصْرِ، فَلَمَّا
¬__________
(¬1) عُرَنة: موضعٌ عندَ الموقِفِ بعَرَفَات. انظر النهاية (3/ 202).
(¬2) النَّعْتُ: هو وصفُ الشَّيْءِ. انظر النهاية (5/ 68).
(¬3) القَشْعَرِيرَةُ: الرِّعْدَة. انظر لسان العرب (11/ 174).
(¬4) الفَرَق بالتحريك: الخَوْفُ والفَزَع. انظر النهاية (3/ 392).
(¬5) تَوَشَّحَ السيف: أي لَبِسه. انظر لسان العرب (15/ 306).
(¬6) الظُعُن: النساء، واحدتها ظَعِيَنة. انظر النهاية (3/ 143).
(¬7) يَرْتَادُ: أي يطلب. انظر لسان العرب (5/ 356).

الصفحة 12