كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)

سَرِيَّةُ الرَّجِيعِ (¬1)
وَكَانَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ في صَفَرَ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْهِجْرَةِ.
رَوَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: بَعَثَ (¬2) رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَشَرَةَ (¬3) رَهْطٍ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بنَ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيَّ (¬4) -جَدَّ
¬__________
(¬1) الرَّجيع: هو ماءٌ لِقَبيلة هُذَيل. انظر النهاية (2/ 186).
(¬2) ذكر ابن إسحاق في السيرة (3/ 188) سبب هذا البعث فقال: قَدِمَ على رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد أُحد رَهْطٌ من عَضَل والقَارة -وهما قبيلتان من الهون بن خزيمة بن مدركة- فقالوا: يَا رَسُول اللَّهِ! إن فِينَا إسلامًا، فأبعث معنا نَفرًا من أصحابك يُفَقِّهوننا في الدين، ويُقرِئُوننا القرآن، ويعلِّمُوننا شرائع الإِسلام، فبعث رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- معهم نَفَرًا ستة من أصحابه.
(¬3) في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 188): أنَّهم كانوا سِتَّةً، وسماهم، وهم: عَاصِم بن ثابت، ومِرْثَد بن أبي مِرْثَد، وخُبَيْبُ بن عَدِي، وزيدُ بن الدَّثِنَّة -بفتح الدال وكسر الثاء-، وعبد اللَّه بن طَارِق، وخالد بن البُكَيْر.
وجزم ابن سعد في طبقاته (2/ 277): بأنهم كانوا عشرة، وساقَ أسماءَ الستة المذكورين، وزاد: مُعتِّب بن عبيد، وهو أخو عبد اللَّه بن طارق لأمه.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 133): فلعل الثلاثة الآخرين كانوا أتباعًا لهم، فلم يحصل الاعتناء بتسميتهم.
(¬4) في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 188)، وابن سعد في طبقاته (2/ 277): أن الأمير عليهم كان مِرْثد بن أبي مِرْثد.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 133): وما في الصحيح أصح.

الصفحة 15