كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)

جَعَلَتِ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَنْظُرُ إلى هَذِهِ التَّضْحِيَاتِ عَلَى أَنَّهَا أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ، كَالتَّاجِرِ الذِي يَتَحَمَّلُ المَغَارِمَ (¬1) الثَّقِيلَةَ حِينًا مِنَ الدَّهْرِ؛ لِأَنَّ الِانْسِحَابَ مِنَ السُّوقِ -بُغْيَةَ تَجَنُّبِهَا- قَضَاءٌ عَلَيْهِ، فَهُوَ يَبْقَى مُتَجَمِّلًا (¬2) حَتَّى تَهُبَّ الرِّيحُ مِنْ جَدِيدٍ رُخَاءً تُعَوِّضُ مَا فَقَدَ (¬3).
* * *
¬__________
(¬1) الغُرْمُ: الدَّيْنُ، ورجل غارِمٌ: عليه دَيْنٌ. انظر لسان العرب (10/ 59).
(¬2) جَمَّلتَ الشَّيْءَ: إذا أطلتَ حَبْسَهُ. انظر لسان العرب (2/ 364).
(¬3) انظر فقه السيرة ص 276.

الصفحة 26