كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)

فَاجِعَةُ بئْرِ مَعُونَةَ (¬1) أَوْ سَرِيَّةُ القُرَّاءِ
وَكَانَتْ في صَفَرَ مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِلْهِجْرَةِ، وَسَبَبُهَا عِنْدَ الإِمَامِ البُخَارِيِّ في صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- أنَّهُ قَالَ: أَنَّ رِعْلًا (¬2) وذَكْوَانَ (¬3) وَعُصَيَّةَ (¬4) وَبَنِي لِحْيَانَ (¬5)، اسْتَمَدُّوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى عَدُوٍّ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِسَبْعِينَ (¬6) مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ القُرَّاءَ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ (¬7).
وَفِي رِوَايَةِ الإِمَامِ مُسْلِمٍ في صَحِيحِهِ قَالَ أَنَسٌ -رضي اللَّه عنه-: جَاءَ نَاسٌ إلى النَّبِيِّ
¬__________
(¬1) بئرُ مَعُونَة: بفتح الميم وضم العين في أَرضِ بني سُليم، بين مكة والمدينة. انظر النهاية (4/ 293).
(¬2) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 131): رِعل: بكسر الراء، بطن من بني سليم يُنسبون إلى رِعْلِ بن عَوْفِ بن مَالك.
(¬3) قَالَ الحَافِظ في الفَتْحِ (8/ 131): ذَكْوَان: بطنٌ من بني سليم يُنسبون إلى ذكْوَانَ بن ثَعْلَبَةَ.
(¬4) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (7/ 232): عُصيَّةُ: بالتصغِير، وهم بطنٌ من بني سُلَيْم يُنسبون إلى عصية بن خُفاف.
(¬5) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 141): ذكر بني لِحْيَان في هذه القصة وَهْمٌ، وإنما كان بَنُو لِحيانَ في قصة خُبَيب في غزوة الرَّجيع التي قبل هذه.
(¬6) في رواية ابن إسحاق في السيرة (3/ 204): أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- بَعَثَ إليهم أربعين من أصحابه.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 141): ويمكن الجَمْعُ بينه وبين الذي في الصحيح بأن الأربعين كانوا رؤساء وبقيَّة العدة أتباعًا.
(¬7) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرَّجيع، ورِعْل، وذَكْوان، وبئر معونة - رقم الحديث (4090).

الصفحة 27