كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)

فَقَالَ حَرَامٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ (¬1).
وَعِنْدَمَا خَرَجَ الدَّمُ مِنْ حَرَامٍ -رضي اللَّه عنه- نَضَحَهُ (¬2) عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، ثُمَّ سَقَطَ مَيْتًا -رضي اللَّه عنه- (¬3)

* مَقْتَلُ أصْحَابِ سرِيَّةِ القُرَّاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ:
ثُمَّ اسْتَنْفَرَ عَامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ قبَّحَهُ اللَّهُ بَنِي عَامِرٍ إلى قِتَالِ البَاقِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَأَبَوْا أَنْ يُجِيبُوهُ، وَقَالُوا: لَنْ نَخْفِرَ (¬4) جِوَارَ أَبِي بَرَاءٍ، فَاسْتَنْفَرَ عَلَيْهِمْ. قَبَائِلَ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، فَأَجَابُوهُ إلى ذَلِكَ، فَخَرَجُوا حَتَّى غَشَوُا (¬5) القَوْمَ، فَأَحَاطُوا بِهِمْ في رِحَالِهِمْ، فَقَالَ لَهُمُ المُسْلِمُونَ: وَاللَّهِ مَا إيَّاكُمْ أَرَدْنَا، وإِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ في حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَأَبَوْا عَلَيْهِمْ، فَأَخَذَ الصَّحَابَةُ سُيُوفَهُمْ فَقَاتَلُوهُمْ، فَقُتِلَ كُلُّ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ السَّبْعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا كَعْبَ بنَ زَيْدِ بنِ النَّجَّارِ، الذِي تُرِكَ وَبِهِ رَمَقٌ (¬6)، فَعَاشَ حَتَّى اسْتُشْهِدَ فِي غَزْوَةِ الخَنْدَقِ.
¬__________
(¬1) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع، ورِعل، وذكوان، وبئر معونة - رقم الحديث (4092) - وأخرجه في كتاب الجهاد والسير - باب من ينكب في سبيل اللَّه - رقم الحديث (2801) - ومسلم في صحيحه - كتاب الإمارة - باب ثبوت الجنة للشهيد - رقم الحديث (677).
(¬2) النَّضْحُ: الرَّشُّ. انظر لسان العرب (14/ 173).
(¬3) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع، ورِعل، وذكران، وبئر معونة - رقم الحديث (4092).
(¬4) أخفَرْتَ الرجُلَ: إذا نقَضْتَ عَهْدَهُ وذِمَامَهُ. انظر النهاية (2/ 50).
(¬5) يُقَالُ: غَشِيَهُ يَغْشَاهُ: إذا جاءَهُ. انظر لسان العرب (10/ 77).
(¬6) وبهِ رَمَقٌ: أي بَقِيَّةُ رُوحٍ وآخر النفس. انظر النهاية (2/ 240).

الصفحة 29