كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)
بِقَطْعِ نَخِيلِهِمْ وَتَحْرِيقِهَا.
فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي اللَّه عنه-، قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ، وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانٌ -رضي اللَّه عنه-:
وَهَانَ عَلَى سَرَاةِ (¬1) بَنِي لُؤَيٍّ (¬2) ... حَرِيقٌ بِالبُوَيْرَةِ (¬3) مُسْتَطِيرُ (¬4)
فَأَجَابَهُ أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ -رضي اللَّه عنه-:
أَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعٍ ... وَحَرَّقَ في نَوَاحِيهَا السَّعِيرُ
وَفِي ذَلِكَ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} (¬5).
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ وَالطَّحَاوِيُّ في شَرْحِ مُشْكِلِ الآثَارِ بِسَنَدٍ
¬__________
(¬1) سَرَاة بفتح السين: جَمْعُ سرى، وهو الرئيس والشريف. انظر النهاية (2/ 327) - وفتح الباري (8/ 72).
(¬2) قال الحافظ في الفتح (8/ 72): بَنِي لؤي: هم قريش.
(¬3) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (8/ 72): البُوَيْرَةُ: مصَغَّرُ بُؤْرَة، وهي الحُفْرَة، وهي هنا: مكان معروف بين المدينة وبين منطقة تَيْمَاء، وهي من جهة قِبْلَةِ مسجِدِ قُبَاء إلى جهة الغرب.
(¬4) مُسْتَطِيرٌ: مُشْتَعِلٌ. انظر فتح الباري (8/ 72).
(¬5) سورة الحشر آية (5) - والخبر أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب حديث بني النضير - رقم الحديث (4032) - وأخرجه في كتاب التفسير - باب قوله تَعَالَن: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} - رقم الحديث (4884) - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها - رقم الحديث (1746) (30) - وأخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (1109).