كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (اسم الجزء: 3)
سَرِيَّةُ عَبْدِ اللَّهِ، بنِ أَبِي حَدْرَدٍ -رضي اللَّه عنه- إِلَى الغَابَةِ
وَكَانَ سَبَبُهَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي جُشَمٍ يُقَالُ لَهُ: رِفَاعَةُ بنُ قَيْسٍ أَوْ قَيْسُ بنَ رِفَاعَةَ، قَدْ نَزَلَ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ مِنْ قَوْمِهِ بِالغَابَةِ يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ جُمُوعًا لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَبَرَهُ بَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدَ اللَّهِ بنَ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيَّ -رضي اللَّه عنه-، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَدْ طَلَبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنْ يُعِينَهُ فِي مَهْرِ زَوْجَتِهِ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كَمْ أَصْدَقْتَ؟ " (¬1).
قَالَ: مِائتَيْ دِرْهَمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَوْ كُنْتُمْ تَغْرِفُونَ الدَّرَاهِمَ مِنْ وَادِيكُمْ (¬2) هَذَا مَا زِدْتُمْ (¬3)، مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ".
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَبْدَ اللَّهِ بنَ أَبِي حَدْرَدٍ -رضي اللَّه عنه-، وَرَجُلَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ لِيَخْرُجُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ -قَيْسِ بنِ رِفَاعَةَ أَوْ رِفَاعَةَ بنَ قَيْسٍ-.
¬__________
(¬1) في رواية أخرى في المسند - رقم الحديث (15706): أمهرتها.
(¬2) جاء في رواية أخرى في المسند - رقم الحديث (15706) - تسمية هذا الوادي: قال: بُطحان.
وبُطحان: هو بضم الباء وسكون الطاء: واد في المدينة. انظر النهاية (1/ 134).
(¬3) قال السندي في شرح المسند (8/ 463): أي ما كان لائقًا بكم أن تزيدوا، فكيف تزيدون، وهي لا تحصل إلا بتعب، ويحتمل أن تكون "ما" استفهامية، أي: لزدتم أيّ زيادة.
الصفحة 620