كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 3)

821 - حدّثنا أحمد بن عبد الحميد الحارِثي (¬1)، نا أبو أُسامة (¬2)، عن الوليد بن كثير (¬3)، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: كنت مع ابن عبّاس -رضي الله عنهما- في بيت ميمونة -رضي الله عنها- في المسجد، فقال:
-[25]- لقد رَأَيْتُني في هذا البيت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد توضأ ثمّ لبس ثيابه. وذكر بمعنى حديث ابن حَلْحَلَة، وفيه أن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- شهد ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال: صلّى، ولم يقل: بالناس (¬4).
¬_________
(¬1) أبو جعفر الكوفي.
(¬2) هو حماد بن أسامة الكوفي مشهور بكنيته.
(¬3) هو أبو محمّد المدني ثمّ الكوفي مات سنة 151 هـ، ع، وثقه جماعة منهم ابن معين والذهبي في الكاشف، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وقال أبو داود: ثقة إِلَّا أنَّه إباضي، وذكره العقيلي في الضعفاء بسبب ما نسب إليه من عقيدة الإباضية، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق عارف بالمغازي رمي برأي الخوارج ولم يكن داعية. انظر: الطبقات 5/ 449، والتاريخ 2/ 633، والضعفاء الكبير 4/ 320، وتهذيب الكمال 31/ 73، والكاشف 2/ 354، وهدي الساري ص 472، والتقريب ص 583.
(¬4) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن أبي غريب، عن أبي أسامة به. انظر: صحيحه، كتاب الحيض، باب نسخ الوضوء ممّا مسّت النّار 1/ 275.
قال النووي -رحمه الله تعالى-: في هذه الرِّواية لطيفة، وذلك أن الرِّواية الأولى ليس فيها أن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- رأى هذه القضية، فتحتمل الرؤية، والسماع من غيره، وعلى الأخير يكون مرسل صحابي، وقد منع الاحتجاج به أبو إسحاق الإسفراييني، والصواب قول الجمهور الاحتجاج به. فلما كانت هذه الرِّواية محتملة لما ذكر نبّه مسلم -رحمه الله تعالى- على ما يزيل ذلك كله فقال: شهد ... انظر: شرح النووي 4/ 48 بتصرُّف.
فوائد الاستخراج:
1 - روى الحافظ أبو عوانة -رحمه الله تعالى- الحديث عن شيخه أحمد بن عبد الحميد الحارثي.
2 - التقى مع الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في شيخ شيخه وهذا بدل.
3 - تساوى عدد الرواة في الإسنادين وهذا مساواة.

الصفحة 24