كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 3)
833 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، نا عمي، حدثني مَخْرَمة بن (¬1) بُكَيْر (¬2)، عن أبيه، عن سليمان بن يَسَار (¬3)، عن ابن عباس قال: قال علي [بن أبي طالب] (¬4) -رضي الله عنهم-، أرسلنا المِقْداد بن الأسود -رضي الله عنه- إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يسأله (¬5) عن المَذي يخرج من (¬6) الإنسان كيف يفعل [به] (¬7)؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "توضأ، وانْضَحْ (¬8) فرجَك" (¬9).
¬_________
(¬1) وفي "م" عن وهو خطأ.
(¬2) هو أبو المِسْور مخرمة بن بكير بن عبد الله الأشجّ المدني.
(¬3) مولى ميمونة -رضي الله عنها- المدني.
(¬4) الزيادة من "ك" و "ط".
(¬5) وفي "ك" و"ط" فسأله.
(¬6) وفي "ك" و "ط" في.
(¬7) ما بين المعقوفتين لم يذكر في "الأصل" و"م".
(¬8) النضح هنا بمعنى الغسل بدليل الرواية السابقة برقم 832 بلفظ "يغسل". انظر: النهاية 5/ 70.
(¬9) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى كلاهما عن ابن وهب به. انظر: صحيحه، كتاب الحيض، باب المذي برقم 19، 1/ 247.
وهذا الإسناد ممّا استدركه الدارقطني بعدم سماع مخرمة من أبيه، وسليمان من علي -رضي الله عنه- =
-[40]- = بدليل أن الليث الإمام الثقة الثبت قد خالف مخرمة، فلم يذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- بين سليمان وعلي -رضي الله عنه- فيكون في الإسناد انقطاع في موضعين بين مخرمة وأبيه، وبين سليمان وعلي، وتكون رواية مخرمة من باب وصل المنقطع، ولكن الإمام مسلمًا -رحمه الله تعالى- قد أورد هذا السند في المتابعات فلا يضره ذلك، وأما متن الحديث ففي غاية الصحة من الطريق الذي ذكره مسلم قبل هذا، ومن الطرق التي ذكرها غيره، بل قال الطحاوي: إن الآثار فيه متواترة والله أعلم. اهـ باختصار من كلام فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -. انظر: شرح النووي 3/ 214، وبين الإمامين مسلم والدارقطني ص 5/ 981.