كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 3)
باب الدليل على أنّ أمر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- للمستيقظ من النوم غسل يديه على (الإباحة) (¬1)، وأنّ النائم في المسجد لانتظار الصلاة لا يجب عليه الوضوء
¬_________
(¬1) هكذا في "م". وفي "الأصل" و"ك" و"ط" على إباحة، بالتنكير.
809 - * حدثنا أبو يحيى بن أبي مسَرّة (¬1)، نا الحميدي (¬2)، نا سفيان * (¬3) (¬4)، عن عمرو بن دينار (¬5)، ح
وحدثنا عليّ بن حرب (¬6)، أنا سفيان بن عيينة (¬7)، عن عمرو بن دينار، عن كرَيْب مولى ابن عبّاس (¬8)، عن ابن عبّاس
-[6]-رضي الله عنهما- قال: بتُّ عند خالتي ميمونة -رضي الله عنها- فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من اللّيل (¬9)، فتوضأ من شنّ (¬10) معلّق وضوءًا خفيفًا فجعل يصفه وجعل (¬11) يقلله (¬12).
قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: فقمت فصنعت مثل ما صنع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ثمّ جئت فقمت عن يساره فأخلفني فجعلني عن يمينه، فصلّى ثمّ اضطجع فنام حتّى نفخ، ثمّ أتاه بلال -صلى الله عليه وسلم- فآذنه (¬13) بالصلاة فخرج فصلّى (¬14) ولم يتوضأ (¬15).
-[7]- لم يذكر عليّ بن حرب: فنام حتى نفخ، فقط.
زاد الحميدي: قال سفيان: وحدثناه ابن جريج (¬16)، عن عطاء (¬17)، عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- بمثله إلى قوله: فأخلفني فجعلني عن يمينه فصلّى فقال له عمرو: هِيهِ (¬18)، زدنا يا أبا محمّد، فقال عطاء (¬19): ما هيه؟ هكذا سمعت (¬20). فقال عمرو (¬21): أخبرني كريب، عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنَّه قال: ثمّ اضطجع فنام حتّى نفخ، ثمّ أتاه بلال -صلى الله عليه وسلم- فناداه بالصلاة فصلّى ولم يتوضأ.
قال ابن عيينة: هذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- خاصّة لأنه كان تنام عيناه ولا ينام قلبه (¬22).
¬_________
(¬1) هو عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي.
(¬2) هو أبو بكر عبد الله بن الزبير المكي، والحميدي -بضم الحاء المهملة وفتح الميم- نسبة إلى حميد وهو بطن من أسد بن عبد العزى بن قصي. انظر: اللباب 1/ 392.
(¬3) هكذا في "الأصل" و"م"، وفي "ك" قال: ثنا ابن عيينة. وهو سفيان بن عيينة أبو محمّد الهلالي الكوفي ثم المكي.
(¬4) ما بين النجمين سقط من "ط".
(¬5) (عن عمرو بن دينار) لم يذكر في "ك" و"ط". وهو عمرو بن دينار المكي أبو محمّد الأَثْرَم.
(¬6) هو علي بن حرب بن محمّد أبو الحسن الطائي.
(¬7) هكذا في "الأصل" و"م". وفي "ك" و"ط" قال: ثنا ابن عيينة.
(¬8) هو أبو رشدين كريب بالتصغير -ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني. انظر: الفتح 1/ 288.
(¬9) (من اللّيل) سقط من "م".
(¬10) الشن وزن سهم واحد الشنان بوزن سهام، وهي الأسقية الخَلِقة. وهي أشد تبريدًا للماء من الجدد. انظر: غريب الحديث 2/ 40، والنهاية 2/ 506، والمصباح المنير ص 123.
(¬11) هذه الكلمة سقطت من "م".
(¬12) الواصف عمرو بن دينار. انظر: صحيح البخاريّ مع الفتح 1/ 287 برقم 138.
(¬13) وفي "م" فأذّن.
(¬14) وفي "م": وصلّى بالواو.
(¬15) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن ابن أبي عمر ومحمد بن حاتم، عن ابن عيينة به. انظر: صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة اللّيل وقيامه برقم 186، 1/ 528.
وأخرجه البخاريّ -رحمه الله تعالى- عن علي بن عبد الله، عن سفيان به. انظر: صحيحه، كتاب الوضوء، باب التخفيف في الوضوء برقم 138، 1/ 287.
(¬16) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي.
(¬17) هو ابن أبي رباح -بفتح الراء والموحدة- المكي كنيته أبو محمّد.
انظر الإكمال 4/ 7، والتقريب ص 391.
(¬18) هيه بمعنى إيه فأبدل من الهمزة هاء، وإيه اسم سمى به الفعل، ومعناه الأمر، تقول للرجل: إيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نوَّنت استزدته من حديث ما غير معهود لأن التّنوين للتنكير ... انظر: النهاية 5/ 290.
(¬19) وفي "ك" و"ط" قال، بدون الفاء.
(¬20) وقد أخرجه مسلم -رحمه الله تعالى- عن محمّد بن حاتم، عن محمّد بن بكر كلاهما عن ابن جريج به. انظر: صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدُّعاء في صلاة اللّيل وقيامه برقم 192، 1/ 531.
(¬21) وفي "م" عمرو هو خطأ.
(¬22) انظر: تخريج الحديث فيما تقدّم. =
-[8]- = فوائد الاستخراج:
1 - روى أبو عوانة -رحمه الله تعالى- الحديث عن شيخه أبي يحيى بن أبي مسرّة.
2 - التقى أبو عوانة مع الإمام مسلم في شيخ شيخه وهذا بدل.
3 - استواء سند أبي عوانة من طريق شيخه علي بن حرب مع إسناد الإمام مسلم وهذا مساواة.
4 - أن أبا عوانة -رحمه الله تعالى- روى الحديث من طريق الحميدي، عن سفيان، وهو رئيس أصحاب ابن عيينة وأثبتهم وأقدم وفاة من ابن أبي عمر ومحمد بن حاتم شيخي مسلم الراويَيْن عن سفيان. وهذا علوّ معنوي.