كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 3)
899 - حدثنا أبو الأزهر (¬1)، نا محمد بن كثير (¬2)، عن الأوزاعي، عن
-[99]- إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخلت أم سليم -رضي الله عنها- على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وعنده أم سلمة -رضي الله عنها- فقالت: يا رسول الله، المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل؟ فقالت أم سلمة -رضي الله عنها-: تربت يداك يا أم سليم، فضحت النساء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بل أنت تربت يداك، إنّ خيركن التي تسأل عما (يَعْنيها) (¬3) إذا رأت المرأة فلتغتسل" فقالت أمّ سلمة: وهل للنساء من ماء؟ قال: "نعم، فأنّى يشبههن الولد؟ إنّما النساء من (¬4) شقائق الرجال" (¬5).
¬_________
(¬1) أحمد بن الأزهر النيسابوري.
(¬2) هو ابن أبي عطاء الثقفي مات سنة 216 هـ، د ت س، وثقه ابن معين والحسن بن الربيع، وضعفه غيرهما ووصفوه بالغلط، وقال الحافظ: صدوق كثير الغلط. انظر: =
-[99]- = الجرح والتعديل 8/ 69، وتهذيب الكمال 26/ 329، الميزان 4/ 18، والتهذيب 9/ 415، والتقريب ص 504.
(¬3) وفي "الأصل" فعنيها وهو خطأ.
(¬4) في "ك" و"ط": "إنّما هن ... ".
(¬5) وقد أخرجه الدارمي -رحمه الله- عن محمد بن كثير -صدوق كثير الغلط- به كما عند المصنف، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله- عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج -ثقة- (وقد سقط لفظة "أبو" من المطبوع من المسند) عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن جدته أم سليم به. وسئل الإمام أبو حاتم الرازي عن هذا الحديث؟ فقال: إسحاق، عن أم سليم مرسل، وعكرمة بن عمار رواه عن إسحاق عن أنس أن أم سليم وحديث الأوزاعي أشبه مرسل من الموصول اهـ.
ولكن قد وجد أن محمد بن كثير أيضًا يرويه عند المصنف، والدارمي، عن الأوزاعي، عن إسحاق، عن أنس، عن أم سليم موصولًا مثل رواية عكرمة بن عمار، ونظرًا لكون أنس =
-[100]- = -رضي الله عنه- قد سمع هذه القصة من أم سليم -رضي الله عنهما- كما رواها عنه مسلم وغيره وزيادة عدد من وصل على من أرسل فإنه تترجح رواية الوصل على الإرسال هنا، وتتقوى بها رواية الإرسال والله سبحانه وتعالى أعلم. وقد أخرجه مسلم -رحمه الله- بنحوه عن زهير بن حرب، عن عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق به. انظر: الحديث 898 السابق، وعنده أن المنكرة عليها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-. انظر: المسند 1/ 377، وسنن الدارمي 1/ 215، والعلل 1/ 62، والمراسيل ص 20، وتعليق الشيخ أحمد شكر على جامع الترمذي 1/ 190، وأطراف المسند المعتلى 9/ 446.