كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 3)

مالك: كذاك الناس، ثم فطن، فقال: من هذا ؟ قيل له: هذا أخو حميد بن قيس، فقال مالك: لو علمت أن لحميد أخ مثل هذا، ما رويت عن حميد (1) ?.
حدثنا يحيى بن عثمان، قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: كان مالك إذا ذكر حميد بن قيس الأعرج أثنى عليه، وقال: ليس مثل أخيه هذا الذي ... لا أدري ما قال، إلا أنه قَصَبه (2).
حدثني محمد بن عمرو المروزي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي (3)، قال: حدثنا الأصمعي، قال: قال عمر بن قيس: ما ينصفنا أهل العراق، نأتيهم بسعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد الطيب بن الصديق (4)، ويأتونا - زعموا - بنظرائهم؛ بأبي التياح، وأبي الجوزاء، وأبي قلابة، وأبي حمزة (5)، أسماء المقاتلين المهارشين، لو أدركنا الشعبي لشعب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لنخع لنا الشاء، ولو أدركنا أبا الجوزاء لأكلناه بالتمر (6).
حدثنا الخضر بن داود، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: قال أبو عبد الله: قال سندل: قاضي أهل عراقكم يجيز (7) شهادة الهرة، يقول: إذا اسبَطَرّت ودرّت (8)، وجعل يتبسم.
__________
(1) مخطوط [ق/247].
(2) بالصاد المعجمة، وهي كلمة معروفة في كلام النقاد والناس قديما، أي: وقع فيه، وشتمه وعابه، وفي (ظ): «قضبه» بالضاد، تصحيف، وإن صحت لغة.
(3) في الأصل: «السنجر» بالراء، تصحيف، وقد سبق التنبيه على مثله قريبا.
(4) في (ظ): «القاسم بن محمد بن الطيب الصديق».
(5) في (ظ): «أبي جمرة».
(6) في الأصل: «لايحلناه بالقمر»، الحرف الثالث بعد الألف غير منقوط، تصحيف.
(7) في (ظ): «قاضي أهل عراقٍ كم تجيز»، خطأ.
(8) يريد بذلك شريحًا القاضي في حكمه في امرأتين تنازعتا في أولاد هرة، كل واحدة تقول هي ولد هرتي، ولا بينة، فقال: ألقوها مع هذه، فإن هي قرت ودرت واسبطرت، فهي لها، وإن هي هرت وفرّت واقشعرت، فليس لها. وقد رويت بألفاظ أخرى، رواها صالح بن أحمد في «مسائله» (122)، ووكيع في «أخبار القضاة» (2/ 393)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (23/ 35)، وهي مذكورة في ترجمة شريح من «تهذيب الكمال» وغيره، واسبطرت، يريد: امتدت للإرضاع، يقال: اسبطر الشيء إذا امتد، ودرت أرسلت لبنها، انظر: «الغريب» لابن قتيبة، وهذا من الحكم بالقرائن.

الصفحة 49