و (1) محمد بن إسحاق عند يحيى بن معين ضعيف، لا يحتج بحديثه، وأما محمد بن يحيى النيسابوري، فجعله في الطبقة الثانية من أصحاب الزهري، مع أسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، وأبي أويس، وفليح، وعبد الرحمن بن إسحاق، وهؤلاء - كلهم، في حال الضعف والاضطراب، وقال محمد بن يحيى: إذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية كان المفزع إلى أصحاب الطبقة الأولى في اختلافهم، فإن لم يوجد عندهم بيان، ففيما روى هؤلاء - يعني: الطبقة الثانية، وفيما روى أصحاب الطبقة الثالثة (2)، يعرف بالشواهد والدلائل، وقد روى ابن أخي الزهري ثلاثة أحاديث لم نجد لها أصلا عند الطبقة الأولى، ولا الثانية، ولا الثالثة.
[1581] (3) منها: ما حدثناه عبد الله بن علي، قال: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: سمعت سالم بن عبد الله، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمع يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد ستره ربه، فيبيت يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه».
[1582] (4) حدثناه عبيد الله (5) بن محمد العمري والحسن بن علي بن زياد الرازي، قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (6)، عن
__________
(1) الكلام للعقيلي.
(2) في الأصل: «الثانية». خطأ، والتصحيح من (ظ)، و «تاريخ دمشق» (54/ 36) و «تهذيب الكمال».
(3) [1581] رواه مسلم في «الصحيح» (3107) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به، بنحوه.
(4) [1582] رواه البخاري (6074) من طريق إبراهيم بن سعد، به، بنحوه.
(5) في (ظ): «عبد الله»، مكبرًا، تصحيف، وهو: عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو بكر العمري المدني القاضي بطبرية، من ولد عمر بن الخطاب، رماه النسائي بالكذب، ترجم له ابن عساكر في «التاريخ» (38/ 102)، وذكره ابن حجر في «اللسان»، ولم يرو عنه العقيلي إلا في هذا الموضع.
(6) في الأصل: «سعيد»، تصحيف، وهو: إبراهيم بن سعد الزهري أبو إسحاق المدني، نزيل بغداد، والد يعقوب، من رجال «التهذيب».