كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 3)

إذ أقبل شيخ متوكئا (1) على عكازه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمع: «مشية جني ونغمته»، فقال: أجل، فقال: «من أي الجن أنت؟» قال: أنا هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال: «لا أرى بينك وبين إبليس إلا أبوين»، قال: أجل، قال: «كم أتى عليك؟» قال: أكلت عمر الدنيا إلا أقلها، كنت ليالي قتل قابيل هابيل، غلامَ ابنَ أعوام، أمشي على الآكام (2)، وأصيد الهام، وآمر بفساد الطعام، وأُورِش (3) بين الناس، وأغري بينهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمع: «بئس عمل الشيخ المتوسم، والفتى المتلوم»، قال: دعني من اللوم والهَبَل، فقد جرت توبتي على يدي نوح صلوات الله عليه، فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين، فعاتبته في دعائه على قومه، فبكى وأبكاني، وقال: إني من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين (4). وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن سسس، إذ ألقي في النار، فكنت بينه وبين المنجنيق، حتى أخرجه الله منه، وكانت عليه بردا وسلاما. وكنت مع يوسف سسس، في محبسه، حتى أخرجه الله منه، ولقيت موسى سسس، بالمكان الأنيس، وكنت مع عيسى سسس، فقال لي عيسى بن مريم: إن لقيت محمدًا، فأقره مني السلام؛ يا رسول الله، قد بلّغتُ وآمنت بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمع: «وعلى عيسى السلام، وعليك يا هامة، حاجتَك؟» فقال: موسى علمني التوراة، وعيسى علمني الإنجيل، فعلمني القرآن، قال عمر بن الخطاب: فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلمع عشر سور، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلمع ولم ينعه إلينا، ولا أراه إلا حيا (5).
وقد روى هذا الحديث، إسحاق بن بشر الكاهلي، عن أبي معشر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر (6)، وكلا هذين الإسنادين غير ثابتين، ولا يرجع منهما إلى صحة.
__________
(1) المتوكئ: المتحامل. (انظر: النهاية, مادة: وكأ).
(2) الآكام: جمع أكمة، وهي: كل ما ارتفع من الأرض. (انظر: معجم لغة الفقهاء) (ص85).
(3) أَورَش بين القوم: حرَّش.
(4) زاد في (ظ): «ولقيت صالحًا، فعاتبته في دعائه على قومه، فبكى وأبكاني، وقال: إني من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين»، والظاهر أنها سقطت من أصلنا؛ لانتقال البصر، والظاهر أنها سقطت من الأصل لانتقال البصر.
(5) انظر الإكمال لابن ماكولا (7/ 330)، وترجمة هامة هذا من الصحابة لابن الأثير.
(6) زاد في (ظ): «عن النبي صص»، وقد جاء العقيلي بحديث إسحاق الكاهلي في ترجمته من الكتاب.

الصفحة 502