وأنا عنده، فقال: لِمَ لم تحمل عن أبي الزبير؟ فقال: خدعني شعبة، فقال لي: لا تحمل عنه؛ فإني رأيته يسيء صلاته، ليت أني لم أكن رأيت شعبة (1).
حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن، قال: سمعت علي بن المديني، يقول: قال عبد الرحمن: قال لي شعبة: لعلك ممن يروي عن أبي الزبير؟ لقد سمعت منه مائة حديث، ما حدثت منها بحرف.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام، قال: حدثني أحمد بن سعيد الدارمي الرباطي، قال: سمعت أبا داود الطيالسي، يقول: قال شعبة: لم يكن من الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة، فأسأله عن أبي الزبير، فقدمت مكة، فسمعت من أبي الزبير، فبينا أنا جالس عنده ذات يوم؛ إذ جاءه رجل، فسأله عن مسألة فرد عليه، فافترى عليه، فقلت له: يا أبا الزبير، تفتري على رجل مسلم؟! قال: إنه أغضبني، قلت: من يغضبك تفتري عليه؟! لا رويت عنك حديثا أبدا، قال: وكان يقول: في صدري أربعمائة لأبي الزبير، عن جابر، والله لا حدثت عنه حديثا أبدا (2).
حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا حفص بن عُمر الحوضي، قال: قيل لشعبة: لم تركت أبا الزبير؟ قال: رأيته يسيء الصلاة، فتركت الرواية عنه (3).
قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم الأنطاكي، قال: حدثنا عَمرو بن عيسى بن يونس، عن أبيه، قال: قال لي شعبة: يا أبا عَمرو (4)، لو رأيت أبا الزبير لرأيت شرطي بيده خشبة، فقلت له: ما لقي منك أبو الزبير (5)!
حدثنا علي بن الحسن بن سلم (6)، قال: حدثنا عقيل بن يحيى، قال: سمعت
__________
(1) «الكامل» لابن عدي (6/ 124).
(2) «الجرح» لابن أبي حاتم (8/ 75).
(3) «الكامل» لابن عدي (7/ 284).
(4) في (ظ): «عُمر»، تصحيف. راجع: «كنى» مسلم والدولابي، وترجمته من كتب الرجال.
(5) «الكامل» لابن عدي (6/ 122).
(6) في (ظ): «علي بن محمد بن سلم»، تصحيف، وهو الحافظ ابن سلم الأصبهاني، وقد سبق التنبيه على مثله في ترجمة قيس بن الربيع وجرير بن حازم وحبيب بن أبي ثابت وعبد الوهاب بن مجاهد.