فيه عيشا ومرعى، فيمكثان فيه عشرين سنة، ويحشر الناس إلى الشام ولا يعلمان، فيقول أحدهما لصاحبه: متى (1) عهدك بالناس؟ فيقول: كعهدك، فينزلان معهما غنمهما، فإذا انتهيا إلى أول ماء يردانه، فيجدان الإبل والغنم معطلة، ليس فيها أحد، تخترق (2) فيها السباع، فيقولان: لقد حدث في الناس أمر لم نعلم (3) - أو: لم نعلم به، فاذهب بنا إلى المدينة، فيتوجهان نحو المدينة، لا يمران بماء (4) إلا وجداه كذلك، قد عطلت إبله وغنمه، حتى يردان المدينة، فيجدان شُقق (5) الشِّقف (6) والفرش موضوعة، قد ذهب أهلها، فيقولان: الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمع (7)، فيجدان الثعالب تخترق فيه، فيقولان: الناس ببقيع المصلى، فإذا انتهيا إلى بقيع المصلى فلا يجدان أحدا، ومعهما غنمهما تتبعهما، فكأني أنظر إليهما وهما يحثوان التراب في وجوه الغنم؛ ليصرفانها عنهما، فلا تنصرف، فيُبعث إليهما ملكان، فيسحبانهما إلى الشام سحبا، وهما عاقلي (8) هذه الأمة، وآخرها حشرا».
لا يعرف إلا به، وليس له أصل، ولا حدث به إلا موسى بن مطير (9).
__________
(1) في (ظ): «ما».
(2) في (ظ): «أحد يخبر، وفيها السباع».
(3) كذا، وفي (ظ): «نعلمه».
(4) في (ظ): «بمال»، تصحيف.
(5) جمع شقة، وهي الشظية.
(6) كذا بالشين والقاف والفاء، وهو: الخزف، أو المكسَّر منه، وفي (ظ): «السعف» بالسين المهملة والفاء؛ أغصان النخل.
(7) زاد في (ظ): «فيأتيان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلمع»، والظاهر أنها سقطت؛ لانتقال البصر، وإن كان الكلام من غيرها صحيحا.
(8) انظر التعليق على أول الخبر.
(9) لم نقف على هذا الإسناد، وللخبر أسانيد أخرى، رواه نعيم بن حماد في «الفتن» (2/ 629)، والحاكم (4/ 610)، وابن عساكر (16/ 25) من طريق ابن وهب، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن معبد بن خالد، عن أبي سريحة الغفاري بألفاظ قريبة، ورواه ابن شبة في «تاريخ المدينة» (1/ 282) من طريق أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، من قوله.