كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 3)

قال: حدثنا موسى بن هلال البصري، عن عبيد الله (1)، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمع: «من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي».
والرواية في هذا الباب فيها لين.
__________
(1) نص ابن خزيمة، وابن عدي على أن رواية من رواه: «عبد الله» أشبه وأصح، قال ابن عبد الهادي في «الصارم» (ص33، 34): «قوله: «عبيد الله» غلط، والصواب: «عبد الله» المكبر؛ لأن موسى بن هلال لم يلق عبيد الله، فإنه مات قديما؛ سنة بضع وأربعين ومائة، بخلاف عبد الله، فإنه تأخر دهرا بعد أخيه، وبقي إلى سنة بضع وسبعين ومائة»، وقال (ص38): «وقد ذكر هذا الحديث بعض الحفاظ المتأخرين في كتاب كبير له، رأيت قطعة منه ... » ثم ساق إسناده بالحديث إلى موسى بن هلال البصري، عن عبد الله بن عمر العمري، ثم قال: «قال - أي: الحافظ المتأخر -: «وهذا الخبر قد رواه عن موسى بن هلال محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، ومحمد بن جابر المحاربي، ويوسف بن موسى القطان، وهارون بن سفيان، والفضل بن سهل، والعباس بن الفضل، وعبيد بن محمد الوراق - هو: عبيد الله بن محمد بن القاسم بن أبي مريم الوراق، وبعض هؤلاء المذكورين قال في حديثه: عن عبيد الله بن عمر، قد ذكرناه بأسانيده في «الكتاب الكبير»، ولا نعلم رواه عن نافع إلا العمري، ولا عنه إلا موسى بن هلال العبدي، تفرد به. والله أعلم». انتهى كلام هذا الحافظ، وهو في طبقة أبي عبد الله بن منده، وأبي عبد الله الحاكم صاحب «المستدرك»، والكتاب الذي روي فيه هذا الحديث، ووقفت على بعضه يدل على سعة حفظه ورحلته، ولا يجوز أن يكون هو ابن منده؛ لأن ابن منده له شيوخ كثيرة، وهو معروف بكثرة الرواية عنهم، كـ: الأصم، وابن الأعرابي، وغيرهما، ولم يرو مؤلف هذا الكتاب فيه عن واحد منهم فيما وقفت عليه، ولأن صاحب هذا الكتاب له شيوخ لا يعرف ابن منده بالرواية عنهم، وروى في بلاد لم يدخلها ابن منده، كـ: البصرة وأنطاكية ونصيبين، ولا يجوز أن يكون الحاكم أبا عبد الله؛ لأن رحلة هذا المؤلف أوسع من رحلة الحاكم، ولأنه دخل إلى بلدان كثيرة، لم يدخلها الحاكم، كـ: الشام، وغيرها، ولا يجوز أن يكون الحافظ أبا نعيم؛ لتأخره عن هذا. وفي الجملة مؤلف هذا الكتاب حافظ كبير من بحور الحديث، وقد ذكر في هذا الكتاب من الأحاديث الغريبة والمنكرة والموضوعة شيئاً كثيًرا، وذكر في هذا الباب الذي روي فيه هذا الحديث، وهو: الباب الثلاثون بعد المائتين، عدة أحاديث موضوعة لا أصل لها، وقد ذكر أن هذا الحديث تفرد به موسى بن هلال العمري، وذكر أن بعض الرواة قال في حديثه: «عن عبيد الله»، وقد ذكرنا أن الأصح رواية من قال: «عن عبد الله»، وكأن موسى بن هلال حدث به مرة، عن عبيد الله، فأخطأ؛ لأنه ليس من أهل الحديث، ولا من المشهورين بنقله، وهو لم يدرك عبيد الله ولا لحقه، فإن بعض الرواة عنه لا يروي عن رجل، عن عبيد الله، وإنما يروي عن رجل، عن آخر، عن عبيد الله، فإن عبيد الله متقدم الوفاة، كما ذكرنا ذلك فيما تقدم، بخلاف عبد الله، فإنه عاش دهرا بعد أخيه عبيد الله، وكأن موسى بن هلال لم يكن يميز بين: «عبد الله»، و «عبيد الله»، ولا يعرف أنهما رجلان، فإنه لم يكن من أهل العلم، ولا ممن يعتمد عليه في ضبط باب من أبوابه». نقلته على طوله للفائدة.

الصفحة 597