كتاب ضعفاء العقيلي (التأصيل) (اسم الجزء: 3)

حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا مجالد، قال: سمعت الشعبي يقول للمغيرة بن سعيد: يا مغيرة، عمن تروي هذه الأحاديث؟ فقال المغيرة: عمن تروي عنه! أروي عن فلان، فقال الشعبي: كان ذاك كذاب، قال: وأروي عن فلان، قال: كان ذاك كذاب، قال: وأروي عن الحارث، فقال الشعبي: ذاك علمني الفرائض والحساب، قال: وأروي عن صعصعة، فقال الشعبي: إن شئت حدثتك بكل ما سمعت من صعصعة؟ أرسَلَ إليه (1) المغيرةُ بن شعبة (2)، فسأله عن عثمان بن عفان، قال: فذكر صعصعةُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلمع، فعززه وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم ذكر أبا بكر، فقال: هو أول من جمع المصحف وورّث الكلالة، ثم ذكر عمر، فقال: هو أول من دوّن الدواوين، ومصّر الأمصار، وخلط الشدة باللين، ثم ذكر عثمان، فقال: كانت إمارته قدرا، وكان قتله قدرا؟ فقال له المغيرة: اسكت، كانت إمارته قدرا، وكانت قتله قدرا! فقال له صعصعة: دعوتني فأجبت، واستنطقتني فنطقت، وأسكتني فسكت (3).
حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا بشر بن الوليد، قال: حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن كثير أبي إسماعيل، قال: سمعت أبا جعفر يقول (4): برئ الله ورسوله من المغيرة بن سعيد، وبيان؛ فإنهما كذبا علينا أهلَ البيت (5).
__________
(1) أي: أرسل المغيرة بن شعبة إلى صعصعة، وهو ابن صوحان.
(2) في الأصل: «سعيد»، تصحيف، والصواب: «شعبة»، كما في (ظ)، «المعرفة» للفسوي (2/ 581)، «تاريخ دمشق» (24/ 88)، وما بعدها.
(3) رواه الفسوي في «المعرفة» (2/ 581).
(4) «تاريخ دمشق» (54/ 288).
(5) ألحق في هذا الموضع، في الحاشية، بخط مغاير: «حدثنا أبو جعفر العقيلي، حدثنا الحسن بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: ذكرنا عليا عند عامر الشعبي، فقال المغيرة بن سعيد هو يحلف بالله، لعليّ أفضل الناس بعد رسول الله، قال: فقال أبو جحيفة: أنا أشهد بالله على عليّ في ساعته بهذه، قال: ألا أخبرك يا وهب بأفضل الناس بعد رسول الله، أبو بكر وعمر ثم رجل آخر». انتهى. وقد رواه ابن عساكر (30/ 357) من طريق آخر، عن يحيى بن سعيد، به، وعنده: «فقال عامر عند ذلك: أشهد في ساعتي هذه على أبي جحيفة، أنه أخبرني أن عليا قال: ألا أخبرك يا وهب، بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: من هو يا أمير المؤمنين؟» ... الخبر.

الصفحة 609