كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 3)

شَيْءٌ يَجدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ فَلا يَصُدَّنَّكُمْ"" (¬١).
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الطيرة شرك الطيرة شرك" - ثلاثًا -، قال ابن مسعود: "وما منا إلا (¬٢)، ولكن الله يذهبه بالتوكل" (¬٣) ... وفي أحد إسنادي أحمد: "الطيرة شرك، الطيرة شرك ولكن الله - عز وجل - يذهبه بالتوكل" (¬٤).
ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك" (¬٥).
وله من حديث الفضل بن عباس: "إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك" (¬٦).
* قول السلف: قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح، فقال
---------------
(¬١) أخرجه مسلم (٥٣٧).
(¬٢) قال الخطابي في معالم السنن ٤/ ٢٣٠: "قوله: "وما منا إلا" معناه إلا من يعتريه التطير وسبق إلى قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصار للكلام واعتمادا على فهم السامع، وقال محمد بن إسماعيل: ان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول: هذا الحرف ليس من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكأنه قول ابن مسعود - رضي الله عنه -. وعلى هذا فيكون مدرجًا، قال ابن القيم: "وهذه اللفظة: "وما منا" إلى آخر مدرجه في الحديث ليست من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. كذلك قاله بعض الحفّاظ. وهو الصواب، فإن الطيرة نوع من الشرك، كما في أثر مرفوع: "من ردته الطيرة فقد قارن الشرك"، وفي أثر آخر: "من أرجعته الطيرة عن حاجته فقد أشرك، قالوا: وما كفارة ذلك؟ قال: أن يقول أحدكم: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك"". مفتاح دار السعادة ٢/ ٢٣٤.
قال ابن حجر: "وقوله "وما منا إلا" من كلام ابن مسعود أُدرج في الخبر وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري عنه" فتح الباري ١٠/ ٢١٣.
(¬٣) أخرجه أبو داود (٣٩١٠). والترمذي (١٦١٤). وابن ماجه (٣٥٣٨).
(¬٤) أخرجه الإمام أحمد (٤١٩٤).
(¬٥) أخرجه الإمام أحمد (٧٠٤٥) ٢/ ٢٢٠، مجمع الزوائد ٥/ ١٠٥.
(¬٦) أخرجه الإمام أحمد (١٨٢٤).

الصفحة 31