كتاب معجم التوحيد (اسم الجزء: 3)

المشركين إلى المسلمين"" (¬١).
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية إلى خثعم فاعتصم ناس بالسجود فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمر لهم بنصف العقل وقال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله، ولمَ؟ قال: "لا ترايا ناراهما" (¬٢).
قال ابن قدامة في المغني: "ومعناه: لا يكون بموضع يرى نارهم ويرون ناره إذا أوقدت" (¬٣).
وعَنْ مُعَاوِيَةَ - رضي الله عنه - قَالَ سَمعتُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" (¬٤).
وروى الإمام أحمد عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعضهم إن الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا في ذلك قال: فانطلقت إلى رسول الله فقلت: يا رسول الله إن أناسًا يقولون إن الهجرة قد انقطعت؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد" (¬٥). وفي رواية عند النسائي قَال "لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار" (¬٦).
وعن ابن السعدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل". فقال معاوية وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الهجرة خصلتان إحداهما: أن تهجر السيئات، والأخرى: أن تهاجر إلى الله ورسوله،
---------------
(¬١) أخرجه النسائي (٢٥٦٨).
(¬٢) أخرجه أبو داود (٢٦٤٥) والترمذي (١٦٠٤) (١٦٠٥).
(¬٣) المغني ٩/ ٢٣٦.
(¬٤) أخرجه أبو داود (٢٤٧٩).
(¬٥) أخرجه الإمام أحمد (١٦٧١٤).
(¬٦) أخرجه النسائي (٤١٧٧).

الصفحة 528