كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 3)

37- باب الأَمْرِ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الجُلُوسِ فِيهِ.
897- أَخبَرنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدثنا مَالِكٌ، عَن عَامِرِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَن عَمْرِو بنِ سُلَيْمٍ، عَن أَبي قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ.
38- باب الرُّخْصَةِ فِي الجُلُوسِ فِيهِ وَالخُرُوجِ مِنْهُ بِغَيْرِ صَلاةٍ.
898- أَخبَرنا سُلَيمَانُ بنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدثنا ابنُ وَهْبٍ، عَن يُونُسَ، قَالَ: قَالَ ابنُ شِهَابٍ، وَأَخبَرني عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عَن رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: وَصَبَّحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَادِمًا، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالمَسْجِدِ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَه المُخَلَّفُونَ فطفقوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلاً فَقَبِلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم عَلانِيَتَهُمْ وَبَايَعَهُمْ وَاسْتَغْفَرْ لَهُمْ، وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل ، حَتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ: تَعَالَ، فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لِي: مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي وَاللهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ، لَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلاً، وَلَكِنْ وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ اليَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكُ أَنَّ اللهَ عز وجل يُسْخِطُكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللهِ، وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنكَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، قُمْ حَتَّى يُقْضَى فِيكَ، فقمت فَمَضَيْتُ . مُخْتَصَرٌ.

الصفحة 33