كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 3)

1700- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ سَلَمَةَ، وَالحَارِثُ بنُ مِسْكِينٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لَهُ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ ابنِ القَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثني مَالِكٌ، عَن أَبي الزُّبَيْرِ المَكِّيِّ، عَن أَبي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخبَرَهُ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَالمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ، فَأَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ جَمِيعًا.
بَيَانُ ذَلِكَ.
1701- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ بَزِيعٍ، قَالَ: حَدثنا يَزِيدُ، يَعْنِي ابنَ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدثنا كَثِيرُ بنُ قَارَوَنْدَا (1)، قَالَ: سَأَلْنَا سَالِمَ بْنَ عَبدِ اللهِ عَن صَلاةِ أَبيهِ فِي السَّفَرِ، وَسَأَلْنَاهُ هَلْ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ شَيْءٍ مِنْ صَلاتِهِ فِي سَفَرٍ؟ فَذَكَرَ أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ أَبي عُبَيدٍ، وَكَانَتْ تَحْتَهُ، فكَتَبَتْ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي زَرَّاعَةٍ لَهُ: أنِّي فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الآخِرَةِ، فَرَكِبَ فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى إِذَا حَانَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ قَالَ لَهُ المُؤَذِّنُ: الصَّلاةَ يَا أَبَا عَبدِ الرَّحمَنِ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، نَزَلَ، فَقَالَ: أَقِمْ، فَإِذَا سَلَّمْتُ، فَأَقِمْ، فَصَلَّى، ثُمَّ رَكِبَ، حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ لَهُ المُؤَذِّنُ: الصَّلاةَ، قَالَ: كَفِعْلِكَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا اشْتَبَكَتِ النُّجُومُ، نَزَلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: أَقِمْ، فَإِذَا سَلَّمْتُ، فَأَقِمْ، فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ التَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: إِذَا حَفَزَ أَحَدَكُمُ الأَمْرُ الَّذِي يَخَافُ فوته فَلْيُصَلِّ هَذِهِ الصَّلاةَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «ابن قنبر»، وكتبوا: كذا في (م وط وح): «ابن قنبر»، ووقع في (هـ وت): «ابن قاروندا»، وهو الموافق لما في «تحفة الأَشراف»، و«المُجتبى» في موضعين (598 و607)، ومشى المزي في «تهذيبه» على أنه ابن قاروندا، ولم يترجم لابن قنبر... إلى آخره.
وهنا يجب أن نقف لنرى اضطراب منهج التحقيق:
- فقد رأيتم هنا أنه ورد في ثلاث من النسخ الخطية: «قنبر»، وفي نسختين، والمجتبى، و«تحفة الأشراف»، والتهذيب: «قاروندا»، وأثبتها محققو التحقيق: «قنبر».
- واختلف الأمر تماما في المجتبى، طبعة التأصيل، رقم (607).
- فقد ورد في ثلاث من النسخ الخطية، وعلى حاشيتي نسختين: «قنبر»، وفي نسختين (س وت)، والمجتبى، و«تحفة الأشراف»، والتهذيب: «قاروندا»، وأثبتها محققو التحقيق: «قاروندا».

الصفحة 547