كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)

فقال: ادْعِي اللَّه لي ولا أضرك، فدعت، فأُطْلِقَ، فدعا بعضَ حَجَبَتِهِ، فقال: إنك لم تأتني بإنسان (¬1)، إنما أتيتني (¬2) بشيطان، فأَخْدَمَهَا هاجر، فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مَهْيَمْ (¬3)؟ قالت: رَدَّ اللَّهُ كيدَ الكافر -أو الفاجر- في نحره، وأخدم هاجر.
قال أبو هريرة: تلك أمُّكم يا بني ماء السماء (¬4).
1549 - وعن أبي هريرة قال: أُتِيَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا بلحم، فقال: "إن اللَّه يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُسْمِعُهم الداعي، ويُنْفِذُهُم البصر، وتدنو الشمس منهم -فذكر حديث الشفاعة- فيأتون إبراهيم، فيقولون: أنت نبي اللَّه، وخليله من أهل الأرض، اشفع إلى ربك -ويقول (¬5): وذكر كذباته- نفسي نفسي نفسي (¬6)، اذهبوا إلى موسى".
تابعه أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "إنكم لم تأتوني بإنسان".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أتيتموني".
(¬3) (مَهْيَمْ؟ ) يقال: إن إبراهيم هو أول من قال هذه الكلمة، ومعناها: ما الخبر؟
(¬4) (يا بني ماء السماء): خاطب بذلك العرب؛ لكثرة ملازمتهم للفَلَوات التي بها مواقع القطر؛ لأجل رعي دوابهم، وقيل: أراد بماء السماء زمزم؛ لأن اللَّه أنبعها لهاجر، فعاش ولدها بها، فصاروا كأنهم أولادها.
(¬5) في "صحيح البخاري": "فيقول".
(¬6) في "صحيح البخاري": "نفسي نفسي".
_______
1549 - خ (2/ 462)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (9) باب: {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94]: النَّسَلَان في المَشْي، من طريق أبي أسامة، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة به، رقم (3361).

الصفحة 102