كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
زمزم -أو قال- لو لم تغرف من الماء، لكانت زمزم عَيْنًا مَعِينًا" -وفي رواية (¬1): أنها قالت بعد السَّبعْ: لو ذهبت فنظرت ما فعل؛ فإذا هي بصوت، فقالت: أَغِثْ إنْ كان عندك خير؛ فإذا جبريل، قال: فقال بعَقِبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض- قال: فانبثق الماء، فدَهَشت (¬2) أم إسماعيل، فجعلت أم إسماعيل (¬3) تَحْفِر"، قال: فقال أبو القاسم -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو تركَتْهُ كان الماء ظاهرًا".
قال (¬4): فشربتْ وأرضعتْ ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضَّيْعَة؛ فإنَّ ههنا بيت اللَّه، يبنيه (¬5) هذا الغلام وأبوه، وإن اللَّه لا يضيع أهله -وكان البيت مرتفعًا من الأرض كالرابية، تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله (¬6)، فكانت كذلك، حتى مرت بهم رُفْقَةٌ من جُرْهُمْ، أو أهل البيت من جُرْهم مقبلين من طريق كَدَاء، فنزلوا في أسفل مكة، فرأوا طائرًا عَائِفًا، فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على ماء، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء، فأرسلوا جَرِيًّا أو جرييّن؛ فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا وأم
¬__________
(¬1) خ (2/ 465 - 466)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (9) باب {يَزِفُّونَ} [الصافات: 94]: النَّسَلَان في المشي، من طريق إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به، رقم (3365).
(¬2) "فدهشت" من "الصحيح"، وفي الأصل: "فذهبت".
(¬3) "أم إسماعيل" ليست في "صحيح البخاري".
(¬4) رجع إلى الرواية الأولى.
(¬5) في "صحيح البخاري": "يبني".
(¬6) في "صحيح البخاري": "عن يمينه وشماله".