كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
أو غشية. و"جُوزِيَ": أي: حوسب بها، فلم يُصْعَق مع الأحياء حين صعقوا، ويفهم منه: أن موسى وإن كان غائبًا عن عالمنا [فـ]ـإنه حيٌّ ممن يمكن أن يصعقَ مع مَن صعق من أحياء الناس في وقت نفخة الصعق، واللَّه أعلم.
ويدل على هذا دلالة واضحة الحديث الآتي في وفاة موسى.
* * *
(10) باب في براءة موسى من العيوب واصطفائه ووفاته
1559 - عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن موسى كان رجلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى من جلده شيءٌ استحياءً منه، فآذاه مَنْ آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلا من عَيْبٍ بجلده؛ إمَّا بَرَص، وإما آفة، وإما أُدْرَة (¬1)، وإنَّ اللَّه -عز وجل- (¬2) أراد أنْ يبرِّئَهُ مما قالوا بموسى (¬3)، فخلا يومًا وحده، فوضع ثيابه، ثمَّ اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحَجَرَ عَدَا بثوبه، فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حَجَرُ، ثوبي
¬__________
(¬1) (أدرة): هو انتفاخ في الخصيتين، وفي "صحيح البخاري": "إما برص، وإما أدرة، وإما آفة".
(¬2) (عز وجل) ليست في "صحيح البخاري".
(¬3) في "صحيح البخاري": "لموسى".
_______
1559 - خ (2/ 477)، (60) كتاب أحاديث الأنبياء، (28) باب، من طريق روح بن عبادة، عن عوف، عن الحسن ومحمد وخلاس، عن أبي هريرة به، رقم (3404).