كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
(26) باب من علامات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الإِسلام فمن ذلك نَبْعُ الماء من بين أصابعه
1615 - عن عمران بن حصين: أنهم كانوا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في مَسِيرٍ فأَدْلَجُوا ليلتهم -وذكر الحديث نحو ما تقدم في التيمم، وقال فيه هنا: وجعلني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في رَكُوبٍ بين يديه وقد عطشنا عَطَشًا شديدًا، فبينا (¬1) نحن نسير؛ إذا نحن بامرأة سَادِلَةٍ رجليها بين مَزَادَتَيْنِ، فقلنا لها: أين الماء؟ فقالت: إنه لا ماء، فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يومٌ وليلةٌ، فقلنا: انطلقي إلى رسول اللَّه (¬2)، قالت: وما رسول اللَّه؟ فلم نُمَلِّكها من أمرها حتى استقبلنا (¬3) بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حَدَّثَتْهُ أنها مُؤْتِمَةٌ، فأمر بمزادتيها، فمسح بالعَزْلَاوَيْنِ (¬4)، فشربنا عطاشًا أربعين رجلًا حتى روينا، فملأ ذا كل قِرْبَةٍ معنا وإداوةٍ غير أَنَّا لم نسقِ بَعِيرًا وهي تكاد تَنَضَّر (¬5) من الملْء (¬6) ثمَّ قال "هاتوا ما عندكم"،
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فبينما".
(¬2) في "صحيح البخاري": "رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(¬3) في "صحيح البخاري": "فلم نملكها حتى استقبلنا. . .".
(¬4) في "صحيح البخاري": "فمسح في العزلاوين".
(¬5) في "صحيح البخاري": "تَنِصُّ" وعلى هامش المخطوط "مسلم: تضرّج".
(¬6) في "صحيح البخاري": "الملْ".
_______
1615 - خ (2/ 520 - 521)، (61) كتاب المناقب، (25) باب علامات النبوة في الإِسلام، من طريق أبي الوليد، عن سَلْم بن زَرير، عن أبي رجاء، عن عمران ابن حصين به، رقم (3571).