كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال، قال: هاتِ، إنك لجريء، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفِّرُهَا الصلاة والصدقة والأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر"، قال: ليست بهذه، ولكن التي تَمُوجُ كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين! لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابًا (¬1)، قال: يُفْتَحُ أو يُكْسَرُ؟ (¬2) قال: لا بل يكسر، قال: ذلك أحرى ألَّا يُغْلَقَ، قلنا: عَلِمَ الباب؟ قال: نعم، كما علم أن دُونَ غدٍ الليلة، إني حدثته حديثًا ليس بالأَغَالِيطِ، فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: من الباب؟ فقال: عمر.
1625 - وعن أبي هريرة: عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نِعَالَهُم الشَّعَر، وحتى تقاتلوا التُّرْكَ، صِغَار الأعين، حُمر الوجوه، ذُلْفَ الأنوف، كأنَّ وجوههم المِجَانُّ المُطْرَقة، وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر (¬3) حتى يقع فيه، والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام، وليأتين على أحدكم زمانٌ لأَنْ يراني أحدهم أحبَّ إليه من أن يكون له مثلُ أهله وماله".
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "بابًا مغلقًا".
(¬2) في "صحيح البخاري": "يفتح الباب أو يكسر؟ ".
(¬3) ما أثبتناه من "الصحيح"، وفي الأصل: "وتجدون أشد كراهة لهذا الأمر. . .".
_______
= عن سليمان، عن أبي وائل، عن حذيفة به، رقم (3586).
1625 - خ (2/ 526)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق شعيب، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به، رقم (3587، 3588، 3589).