كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
معاذًا وأبا موسى إلى اليمن، فقال: "يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا".
1439 - وعن أبي إسحاق -هو السبيعي- قال: سمعت البَرَاء بن عازب يحدث، قال: جعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الرَّجَّالةِ يوم أُحد -وكانوا خمسين رجلًا- عبد اللَّه بن جُبَيْرٍ، فقال: "إن رأيتمونا تَخْطَفُنا الطيرُ، فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أُرْسِل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأَوْطَأنَاهُمْ، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم"، فهزمهم (¬1)، قال: فأنا واللَّه رأيت النساء يَشْدُدْنَ قَدْ بَدَتْ خَلَاخيلُهن (¬2) وأَسُوقُهِنَّ رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد اللَّه بن جبير: الغنيمةَ أَيْ قوم (¬3)! ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟ فقال عبد اللَّه بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالوا: واللَّه لنأتين الناس، فلنُصِيبَنَّ من الغنيمة، فلما أتوهم صُرِفَتْ وجوههم، فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أُخْرَاهم، فلم يبق مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غير اثني عشر رجلًا، فأصابوا منا سبعين، وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر أربعين ومئة، سبعين أسيرًا (¬4) وسبعين قتيلًا، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات فنهاهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فهزموهم".
(¬2) في "صحيح البخاري": "خلاخلهن".
(¬3) في "صحيح البخاري": "أَيْ قوم الغنيمةَ. ظهر. . . ".
(¬4) في "صحيح البخاري": "وسبعين أسيرًا. . . ".
_______
1439 - خ (2/ 368 - 369)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق زهير، عن أبي إسحاق، عن البراء به، رقم (3039).