كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)

أثَرَةً شديدة (¬1)، فاصبروا حتى تلقوا اللَّه ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإني على الحوض" (¬2).
قال أَنس: فلم يصبروا.
1935 - وعنه قال: لما كانت يوم حُنَيْن أقبلت هوازن وغَطَفان وغيرهم بنَعَمِهم وذراريهم، ومع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عشرة آلاف ومن الطلقاء (¬3)، فأبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين، لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه، فقال: "يا معشر الأنصار"، قالوا: لَبَّيكَ يا رسول اللَّه، أَبْشِر نحن معك، ثم التفت عن يساره، فقال: "يا معشر الأنصار"، قالوا: لَبَّيكَ يا رسول اللَّه، أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: "أنا عبد اللَّه ورسوله"، فانهزم المشركون، وأصاب (¬4) يومئذ غنائم كثيرة، قسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن نُدْعَى، ويُعْطَى الغنيمةُ غيرنا، فبلغه (¬5) ذلك، . . .
¬__________
(¬1) (أثرة شديدة): بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتين، ويجوز كسر أوله مع الإسكان؛ أي: الانفراد بالشيء المشترك دون من يشركه فيه، وقيل: معناه: يفضل نفسه عليكم في الفيء، وقيل: المراد بالأثرة الشدة.
(¬2) (فإني على الحوض)؛ أي: اصبروا حتى تموتوا؛ فإنكم ستجدونني عند الحوض، فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم والثواب الجزيل على الصبر.
(¬3) في "صحيح البخاري": "ومن الطلقاء"، وهو ما أثبتناه، وفي الأصل: "من الطلقاء" بدون عطف.
(¬4) في "صحيح البخاري": "فأصاب".
(¬5) "فبلغه" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل: "فبلغهم".
_______
1935 - خ (3/ 159)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق ابن عون، عن هشام ابن زيد بن أَنس بن مالك، عن أنس بن مالك به، رقم (4337).

الصفحة 379