كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
لي ذو عمرو: يا جرير! إن بك عليّ كرامة، صماني مخبرك خبرًا، إنكم معشر العرب لم تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير فأمَّرتم (¬1) في آخر، فإذا كانت بالسيف كانوا ملوكًا، يغضبون غضب الملوك، ويرضون رضا الملوك.
وقوله: " فأَمَّرتم"؛ يعني: أخذتم خياركم فأمَّرتموه.
* * *
(51) غزوة سِيفِ البحر
1941 - عن جابر بن عبد اللَّه أنَّه قال: بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعثًا إلى الساحل (¬2)، فأمَّر (¬3) عليهم أبا عُبيدة وهم ثلاث مئة، فخرجنا فكنا (¬4) ببعض الطَّرِيقِ فَنِيَ الزاد، فأمر أَبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع، فكان مِزْوَدِي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلًا قليلًا حتى فني، فلم تكن تصيبنا (¬5) إلَّا تمرة تمرة، فقلت: ما تغني عنكم تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت، ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حُوت مثل الظَّرِبِ -في رواية: يقال له العنبر- فأكل منه القوم ثمان عشرة ليلة، ثم أمر أَبو عبيدة بضِلَعَيْن من أضلاعه فنُصِبَا ثم أمر
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "تأمَّرتم".
(¬2) في "صحيح البخاري": "قبل الساحل".
(¬3) في "صحيح البخاري": "وأفر".
(¬4) في "صحيح البخاري": "وكنا".
(¬5) في "صحيح البخاري": "فلم يكن يصيبنا. . . ".
_______
1941 - خ (3/ 165)، (64) كتاب المغازي، (65) باب غزوة سيف البحر، وهم يتلقون عيرًا لقريش وأميرهم أبو عبيدة، من طريق مالك، عن وَهْب بن كيسان، عن جابر بن عبد اللَّه به، رقم (4360).