كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
فيك (¬1) ما أريت"، فأخبرني أَبو هريرة: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بينا أنا نائم رأيت في يدي سُوَارين من ذهب، فاهمني شأنهما، فأُوحى إليَّ في المنام أنِ انفخهما، فنفختهما فطارا، فأَوَّلتهما كذابَيْن يخرجان بعدي؛ أحدهما: العَنْسِيُّ، والآخر مسيلمة".
وفي رواية (¬2): "فأوَّلتهما الكذابَيْن اللذَيْن أنا بينهما: صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة".
1943 - وعن مهدي بن ميمون قال: سمعت أبا رجاء العُطاردي يقول: كنا نعبد الحَجَرَ، فإذا وجدنا حجرًا هو أكبر (¬3) منه ألقيناه، فأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا، جمعنا جُثْوَةً (¬4) من تراب، ثم جئنا بالشاة، فحلبنا عليه، ثم طُفْنَا به، فإذا دخل شهر رجب، قلنا: مُنَصِّل الأسِنَّة (¬5)، فلا ندع رمحًا
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فيه".
(¬2) خ (3/ 168)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة به، رقم (4375).
(¬3) في "صحيح البخاري": "هو أخير منه. . . ".
(¬4) (جُثْوَة من تراب): هو القطعة من التراب، تجمع فتصير كومًا، وجمعها الجثا.
(¬5) (مُنَصِّل الأَسنّة) يقال: نصلت الرمح: إذا جعلت له نصلًا، وأنصلته: إذا نزعت منه النصل، وهو إشارة إلى تركهم القتال؛ لأنهم كانوا ينزعون الحديد من السلاح في الأشهر الحُرُم.
_______
1943 - خ (3/ 169)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الصلت بن محمد، عن مهدي بن ميمون، عن أبي رجاء العطاردي به، رقم (4376).