كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
أحب اللَّه ورسوله؟ فسكت، فعدت له فَنَشَدْتُه، فقال: اللَّه ورسوله أعلم (¬1)، ففاضت عيناي، وتوليتُ حتى تسوَّرتُ الجدار، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة؛ إذا نبطي من أنباط الشام (¬2) ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يَدُلُّنِي (¬3) على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون (¬4) حتى إذا جاءني دفع إليَّ كتابًا من ملك غسَّان؛ فإذا فيه: أما بعد، فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك اللَّه بِدَار هوانٍ ولا مضيعة، فالْحَقْ بنا نواسك، فقلت لما قرأتها: وهذا أيضًا من البلاء، فتيممت بها التنور فسَجَرْتُه بها، حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين؛ إذا رسولُ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال (¬5): إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يأمرك أن تعتزل امرأتك، قلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: بل اعتزلها (¬6) ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبيَّ مثل (¬7) ذلك، فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي اللَّه في هذا الأمر، قال كعب: فجاءت امرأة هلال بن أميّة إلى (¬8) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالت: يا رسول اللَّه!
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فنشدته فسكت، فعدت له فنشدته، فقال: اللَّه ورسوله أعلم. . . ".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أهل الشام".
(¬3) في "صحيح البخاري": "من يدلُّ. . . ".
(¬4) في "صحيح البخاري": "يشيرون له. . . ".
(¬5) في "صحيح البخاري": "يأتيني فقال. . . ".
(¬6) في "صحيح البخاري": "لا، بلا اعتزلها".
(¬7) "مثل" أثبتناها من "الصحيح"، وفي الأصل: "إلى ذلك".
(¬8) "إلى" ليست في "صحيح البخاري".