كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)

أن علي بن أبي طالب (¬1) خرج من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في وجعه الذي توفي منه، فقال الناس: يا أبا حسن (¬2)! كيف أصبح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: أصبح بحمد اللَّه بارئًا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب، فقال له: أنت واللَّه بعد ثلاثٍ عبد العصا (¬3)، وإني واللَّه لأرى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا، فقال عليٌّ: إنا واللَّه، إن (¬4) سألناها رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فمنعناها، لا يعطيناها الناس بعده، وإني واللَّه لا أسألها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
1961 - وعن أَنس بن مالك: أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأَبو بكر يصلي بهم (¬5) لم يفجأهم إلَّا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة، ثم تبسَّم
¬__________
(¬1) "طالب" أثبتناها من "الصحيح"، وليس بالأصل.
(¬2) في "صحيح البخاري": "يا أبا الحسن".
(¬3) (أنت واللَّه بعد ثلاث عبد العصا): هو كناية عمن يصير تابعًا لغيره، والمعنى: أنَّه يموت بعد ثلاث، وتصير أنت مأمورًا عليك، وهذا من قوة فراسة العباس -رضي اللَّه عنه-.
(¬4) في "صحيح البخاري": "لئن".
(¬5) في "صحيح البخاري": "يصلي لهم".
_______
= ابن كعب بن مالك الأنصاري، عن عبد اللَّه بن عباس به، رقم (4447)، طرفه في (6266).
1961 - خ (3/ 184 - 185)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أَنس بن مالك به، رقم (4448).

الصفحة 408