كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
إنما دعا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يهود، فسألهم عن شيء فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، فَأَرَوْه أن قد اسْتَحْمَدُوا إليه بما أخبروه عنه فيما سألهم، وفرحوا بما أوتوا (¬1) من كتمانهم، ثم قرأ ابن عباس: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} كذلك حتى قوله {يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}.
* تنبيه:
القراءة المشهورة: "أتَوْا" -من الإتيان، وهو المجيء، وهو مناسب لتفسير أبي سعيد وابن عباس، وقد وقع هنا في الأصل من كلام مروان: "أوتوا، -من الإيتاء-، وهو الإعطاء، وقد رويت قراءة عن سعيد بن جُبَير، وأبي عبد الرحمن السُّلَمِي، وفيها بُعْدٌ، والأُولى أَوْلَى. واللَّه أعلم.
* * *
باب
2013 - عن كُريب، عن ابن عباس قال: بتُّ في بيت (¬2) ميمونة، فتحدث النبي (¬3) -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أهله ساعة، ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر قعد، فنظر إلى السماء فقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَأَيَاتٍ
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "بما أتوا".
(¬2) في "صحيح البخاري": "في بيت خالتي ميمونة".
(¬3) في "صحيح البخاري": "رسول اللَّه. . . ".
_______
2013 - خ (3/ 213)، (65) كتاب التفسير، (17) باب: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، من طريق محمد بن جعفر، عن شَرِيك بن عبد اللَّه بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس به، رقم (4569).