كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
أما عثمان: فكان قد عفا (¬1) اللَّه عنه، فكرهتم أن يعفو عنه، وأما عليٌّ: فابن عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وخَتَنُه -وأشار بيده- وهذه ابنته، أو بيته (¬2) حيث ترون.
وفي رواية (¬3): قال رجل لابن عمر: كيف ترى في قتال الفتنة؟ قال (¬4): وهل تدري ما الفتنة؟ كان محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬5) يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على المُلْك.
* * *
باب
2067 - عن ابن عباس قال: لما نزلت: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "فكان اللَّه قد عفا عنه".
(¬2) في "صحيح البخاري": "أو بنته" قال الحافظ: كذا للأكثر بالشك -يعني قوله: "أو بنته"- ووافقهم الكشميهني، لكن قال: "أو أبيته" بصيغة جمع القِلَّة في البيت، وهو شاذ وقد تقدم في مناقب عليٍّ من وجه آخر بلفظ: "فقال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-"، وفي رواية النسائي: "ولكن انظر إلى منزلته من نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليس في المسجد غير بيته"، وهذا يدل على أنه تصحف على بعض الرواة بيته ببنته، فقرأها بنته، بموحدة ثم نون -ثم طرأ له الشك فقال: "بنته أو بيته"، والمعتمد أنه البيت فقط لما ذكرنا من الروايات المصرَّحة.
(¬3) خ (3/ 233)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق زهير، عن بيان، عن وَبَرَة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر به، رقم (4651).
(¬4) في "صحيح البخاري": "فقال".
(¬5) (صلى اللَّه عليه وسلم) من "الصحيح".
_______
2067 - خ (3/ 233 - 234)، (65) كتاب التفسير، (7) باب: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} -الآية إلى قوله- وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، من طريق عبد اللَّه =