كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 3)
1498 - وعن جُبَيْر بن حَيَّة قال: بعث عمر بن الخطاب في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهُرْمُزَانُ، فقال: إني مستشيرك في مغازيَّ هذه، قال: نعم، مَثَلُهَا ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين (¬1) مَثَل طائر له رأس، وله جناحان ورجلان (¬2)، فإن كُسِرَ أحد (¬3) الجناحين، نهضت الرِّجْلَان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر، نهضت الرجلان والرأس، فإن شُدِخَ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر (¬4)، والجناح الآخر فارس، فَمُرْ المسلمين فلينفروا إلى كسرى.
قال جُبَيْر: فَنَدَبَنَا عمر، واستعمل علينا النعمن بن مُقَرِّن، حتى إذا كنا بأرض العدو، خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمانه، فقال: ليكلمني رجل منكم، فقال المغيرة: سل عما شئت؟ فقال: ما أنتم؟ فقال (¬5): نحن أناس من العرب كُنَّا في شَقَاءٍ شديدٍ، نمصُّ الجِلْدَ والنَّوَى من الجوع، ونلبس الوبر والشَّعَر، ونعبد الحجر والشجر،
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "المسلمين".
(¬2) في "صحيح البخاري": "وله رجلان".
(¬3) "أحد" كذا في "صحيح البخاري". وفي الأصل: "إحدى".
(¬4) "قيصر" كذا في "صحيح البخاري". وفي الأصل: "قصير".
(¬5) في "صحيح البخاري": "قال".
_______
1498 - خ (2/ 407 - 408)، في الكتاب والباب السابقين، من طريق سعيد بن عبيد اللَّه الثقفي، عن بكر بن عبد اللَّه المزني وزياد بن جبير، عن جبير بن حية به، رقم (3159)، طرفه في (7530).