كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 3)
قَالَ: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ عُبَيدٍ: يَقُولُ: قَالَ: عُرِضَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي صَلاَتِهِ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَتَأَخَّرَ عَن مُصَلاَّهُ وَرَاءَهُ حَتَّى أَنَّ النَّاسَ لَيَرْكَبُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ وَأَنَا، أَيْ رَبِّ وَأَنَا، ثُمَّ عَادَ يَسِيرُ، حَتَّى رَجَعَ فِي مُصَلاَّهُ، فَرَأَى إِذْ عُرِضَتْ عَلَيْهِ النَّارُ أَبَا خُزَاعَةَ عَمْرَو بن لُحَيٍّ فِي النَّارِ يَجُرُّ قُصْبَهُ، قَالَ: وَكَانُوا زَعَمُوا يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنٍ لَهُ، وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لاَ أَسْرِقُ، إِنَّمَا يَسْرِقُ مِحْجَنِي، قَالَ: وَصَاحِبَةُ الْهِرَّةِ امْرَأَةٌ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تُرْسِلْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، فَتَأْكُلُ وَتَشَرَبُ حَتَّى مَاتَتْ هزلاً، وَإِذَا رَجَعَ عُرِضَتْ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ، فَذَهَبَ يَمْشِي، حَتَّى رَجَعَ فِي مُصَلاَّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ آخُذَ مِنْهَا قَطْفًا لأُرِيكُمُوهُ، فَلَمْ يَقْدِرْ.
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ الْحَسَنُ: فَزِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ، حَتَّى أَنَّهُ ليَجُرُّ رِدَاءَهُ.
قَالَ عَبدُ الرَّزَّاقِ: أَذَاعَتْ يَعْنِي: أَخْبَرَتِ الْجِنُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَيَعْنِي الْقَتَرَةَ: الْحُمْرَةُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْقَمَرِ، وَالذي يَجُرُّ قُصْبَهُ يَعْنِي: حَشَاهُ.
الصفحة 64