كتاب الفائق في غريب الحديث (اسم الجزء: 3)

أَبُو زيد: يُقَال جَاءَ فلَان على عقب رَمَضَان وَفِي عقبه إِذا جَاءَ وَقد بقيت أَيَّام من آخِره. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: اللَّيْلَة تبقى مِنْهُ إِلَى عشر لَيَال تبقين مِنْهُ. وَيُقَال: جَاءَ على عقب رَمَضَان وَفِي عقبه إِذا جَاءَ وَقد مضى الشَّهْر كُله وَمِنْه صليت عقب الظّهْر تَطَوّعا أَي دبرهَا. تسعسع أَي انحط وَأدبر وَمِنْه قَوْلهم: تسعسعت حَال فلَان وَيُقَال للكبير قد تسعسع قَالَ رؤبة: ... يَا هِنْدُ مَا أَسْرَع مَا تَسَعْسَعا ... وَقَالَ شمر: من روى تشعشع ذهب بِهِ إِلَى رقة الشَّهْر وَقلة مَا بَقِي مِنْهُ من شعشعة اللَّبن وَغَيره إِذا رقق بِالْمَاءِ. فيد دَلِيل لمن رأى صَوْم الْمُسَافِر أفضل من فطره.
عقر لما توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ أَبُو بكر فَتلا هَذِه الْآيَة: {إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ} فعقرت حَتَّى خَرَرْت إِلَى الأَرْض. الْعقر: أَن يفجأه الروع فَلَا يقدر أَن يتَقَدَّم أَو يتَأَخَّر دهشا.
عقب كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعقِّب الجيوش فِي كل عَام. أَي يردُّ قوما وَيبْعَث آخَرين يعاقبونهم يُقَال: قد عُقِّب الغازية وأُعقبوا إِذا وجِّه مكانهم غَيرهم. عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أهديت بِهِ يعاقيب وَهُوَ محرم بالعرج فَقَامَ عليّ فَقَالَ لَهُ: لم قُمْت فَقَالَ: لِأَن الله تَعَالَى يَقُول: {وَحُرِّمَ علَيْكُمْ صَيْدُ البَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً} جمع يَعْقُوب وَهُوَ ذكر القبج. العرج: منزل بطرِيق مَكَّة.

الصفحة 15