كتاب الفائق في غريب الحديث (اسم الجزء: 3)

نصى أَي تسرحونه يُقَال: نصت الماشطة الْمَرْأَة ونصَّتها فتنصَّت أُخذ من الناصية. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا لم تكن وَاحِدَة من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تناصيني فِي حُسن الْمنزلَة عِنْده غير زَيْنَب بنت جحش. أَي تنازعني وتباريني من مناصاة الرجل صَاحبه وَهِي أَخذ كل وَاحِد مِنْهُمَا نَاصِيَة الآخر.
نصع فِي حَدِيث أهل الْإِفْك: وَكَانَ مُتبرَّز النِّسَاء بِالْمَدِينَةِ قبل أَن سُوِّيت الكنف فِي الدُّور المناصع. قَالُوا: جَاءَ فِي الحَدِيث أَن المناصع صَعِيد أفيح خَارج الْمَدِينَة. وَقَالَ أَبُو سعيد: هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي يتبرّز إِلَيْهَا الْإِنْسَان إِذا أَرَادَ أَن يحدث. وَاحِدهَا منصع لِأَنَّهُ ينصع إِلَيْهِ أَي يبرز ويخلو لِحَاجَتِهِ فِيهِ.
نصص كَعْب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَقُول الْجَبَّار: أحذروني فَإِنِّي لَا أُناص عبدا إِلَّا عَذبته. المناصة: المناقشة يُقَال: ناص غَرِيمه ونصصه كباعده وبعّده وناعمه ونعّمه إِذا استقصى عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث عون رَحمَه الله: إِن الله تَعَالَى أوحى إِلَى نَبِي من الْأَنْبِيَاء: من أناصُّه الْحساب يحقّ عَلَيْهِ الْعَذَاب. فِي الحَدِيث لَا يؤمَّنَّكم أنْصر وَلَا أزنّ وَلَا أفرع. تَفْسِيره فِي الحَدِيث: الأنصر الأقلف. والأزنّ: الحاقن. والافرع: الموسوس.

الصفحة 438