كتاب الفائق في غريب الحديث (اسم الجزء: 3)
أَتَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل فَقَالَ: إِن نَاضِح آل فلانٍ قد أَبَد عَلَيْهِم. فَنَهَضَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِير سجد لَهُ فَوضع يَده على رَأس الْبَعِير. ثمَّ قَالَ: هَات السِّفار فجيء بالسِّفار فَوَضعه على رَأسه. الناضح: السانية. أَبَد: غلب واستصعب. السِّفار: حَبل يُشدُّ طرفه على خطام الْبَعِير مداراً عَلَيْهِ وَيجْعَل بَقِيَّته زماماً وَرُبمَا كَانَ السِّفار حَدِيدَة سمي بذلك لِأَنَّهُ يزِيل الصعوبة ويكشفها.
نضعن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يَأْخُذ الزَّكَاة من ناضِّ المَال. هُوَ مَا نضَّ مِنْهُ أَي صَار وَرقا وعبينا بعد أَن كَانَ مَتَاعا. وَهُوَ من قَول الْعَرَب: أَخذ من ناضِّ مَاله أَي من أَصله وخالصه. وَمِنْه قَوْلهم: فلَان من نُضاض الْقَوْم ومُضاضهم ومُصاصهم أَي من خالصتهم لِأَن الذَّهَب وَالْفِضَّة هما أصل وَالْمَال وخالصه. وَمِنْه حَدِيث عِكْرِمَة: إِنَّه قَالَ فِي شَرِيكَيْنِ: إِذا أَرَادَا أَن يتفرَّقا يقتسمان مَا نضّ بَينهمَا من الْعين وَلَا يقتسمان الدّين فَإِن أَخذ أَحدهمَا وَلم يَأْخُذ الآخر فَهُوَ رَبًّا. كره أَن يقتسما الدّين لِأَنَّهُ رُبمَا اسْتَوْفَاهُ أَحدهمَا وَلم يستوفه الآخر فَيكون رَبًّا وَلَكِن يقتسمانه بعد الْقَبْض. وَمِنْه الحَدِيث: خُذُوا صَدَقَة مَا نض من أَمْوَالهم.
نضح قَتَادَة رَحْمَة الله: النَّضْح من النَّضْح. أَي مَا أَصَابَهُ نضح من الْبَوْل كرءوس الإبر فلينضحه بِالْمَاءِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ أَن يغسلهُ وَكَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله لَا يرى فِيهِ نضحاً وَلَا غسلا.
النخعى رَحْمَة الله لَا بَأْس أَن يشرب فِي قدح النضار. هُوَ شجر الأثل الورسى اللَّوْن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ النبع. وَقيل: الْخلاف
الصفحة 440
448