كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 3)

4555- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ جُبَيْرٍ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانُ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ ، قَالَ : يَا عُثْمَانُ ، تُقْتَلُ وَأَنْتَ تَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَتَقَعُ مِنْ دَمِكَ عَلَى : {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ، وَتُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمِيرًا عَلَى كُلِّ مَخْذُولٍ ، يَغْبِطُكَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَتَشْفَعُ فِي عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : قَدْ ذَكَرْتُ الأَخْبَارَ الْمَسَانِيدَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي كِتَابِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمُ اسْتَحْسِنْ ذِكْرَهَا عَنْ آخِرِهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، فَإِنَّ فِي هَذَا الْقَدْرِ كِفَايَةٌ ، فَأَمَّا الَّذِي ادَّعَتْهُ الْمُبْتَدِعَةُ مِنْ مَعُونَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى قَتْلِهِ ، فَإِنَّهُ كَذِبٌ وَزُورٌ فَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ بِخِلاَفِهِ.
4556- حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ ، سَمِعَ الْحَسَنَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجَمَلِ يَقُولُ : كَذَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ ، وَلَقَدْ طَاشَ عَقْلِي يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَأَنْكَرْتُ نَفْسِي وَأَرَادُونِي عَلَى الْبَيْعَةِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَ أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ قَوْمًا قَتَلُوا رَجُلاً ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ أَسْتَحْيِي مِمَّنْ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَإِنِّي لاَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أُبَايِعَ وَعُثْمَانُ قَتِيلٌ عَلَى الأَرْضِ لَمْ يُدْفَنْ بَعْدُ ، فَانْصَرَفُوا ، فَلَمَّا دُفِنَ رَجَعَ النَّاسُ إِلَيَّ فَسَأَلُونِي الْبَيْعَةَ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنِّي مُشْفِقٌ مِمَّا أَقْدَمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَاءَتْ عَزِيمَةٌ ، فَبَايَعْتُ ، فَلَقَدْ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا صُدِعَ قَلْبِي ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ خُذْ مِنِّي لِعُثْمَانَ حَتَّى تَرْضَى.
4557- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى الْخَفَّافُ ، حَدَّثَنَا الْحَاطِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ خَرَجْتُ أَنْظُرُ فِي الْقَتْلَى ، قَالَ : فَقَامَ عَلِيٌّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَزَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَدُورُونَ فِي الْقَتْلَى ، قَالَ : فَأَبْصَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَتِيلاً مَكْبُوبًا عَلَى وَجْهِهِ ، فَقَلَبَهُ عَلَى قَفَاهُ ، ثُمَّ صَرَخَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَرِحَ قُرَيْشٌ وَاللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ : مَنْ هُوَ يَا بَنِي ؟ قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ شَابًّا صَالِحًا ، ثُمَّ قَعَدَ كَئِيبًا حَزِينًا ، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : يَا أَبَتِ ، قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا الْمَسِيرِ ، فَغَلَبَكَ عَلَى رَأْيِكَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ ، قَالَ : قَدْ كَانَ ذَاكَ يَا بُنَيَّ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي مُتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ : فَقُمْتُ ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّا قَادِمُونَ الْمَدِينَةَ ، وَالنَّاسُ سَائِلُونَا عَنْ عُثْمَانَ ، فَمَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ قَالَ : فَتَكَلَّمَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالاَ : وَقَالاَ ، فَقَالَ لَهُمَا عَلِيٌّ : يَا عَمَّارُ ، وَيَا مُحَمَّدُ تَقُولاَنِ : أَنَّ عُثْمَانَ اسْتَأْثَرَ وَأَسَاءَ الإِمْرَةَ ، وَعَاقَبْتُمُ وَاللَّهِ ، فَأَسْأَتُمُ الْعُقُوبَةَ ، وَسَتَقْدُمُونَ عَلَى حَكَمٍ عَدْلٍ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ وَسُئِلَتْ عَنْ عُثْمَانَ ، فَقُلْ : كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ، ثُمَّ اتَّقُوا وَآمَنُوا ، ثُمَّ اتَّقُوا وَأَحْسَنُوا ، وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.

الصفحة 103