كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 3)

4599- فَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ الرَّازِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَاسْتَبَقْنَا أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى الْعَدُوِّ ، فَحَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَبَّرَ ، فَطَعَنْتُهُ فَقَتَلْتُهُ ، وَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيُحْرِزَ دَمَهُ ، فَلَمَّا رَجَعْنَا سَبَقَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ فَارِسَ خَيْرٍ مِنْ فَارِسِكُمْ ، إِنَّا اسْتَلْحَقْنَا رَجُلاً فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ ، فَكَبَّرَ ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ أَنْ قَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أُسَامَةُ ، مَا صَنَعْتَ الْيَوْمَ ؟ فَقُلْتُ : حَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ ، فَكَبَّرَ فَرَأَيْتُ أَنَّهُ ، إِنَّمَا فَعَلَ لِيُحْرِزَ دَمَهُ فَقَتَلْتُهُ ، فَقَالَ : كَيْفَ بَعْدَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَهَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ فَقُلْتُ مَا قَالَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لِي يَوْمَئِذٍ ، فَلاَ أُقَاتِلُ رَجُلاً يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ مِمَّا نَهَانِي عَنْهُ ، حَتَّى أَلْقَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4600- حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ عَمِّهِ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ.
وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ اعْتِزَالِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْقِتَالِ
4601- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ الْمُلاَئِيُّ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ عَلِيًّا يَقَعُ فِيكَ إِنَّكَ تَخَلَّفْتَ عَنْهُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لَرَأْيٌ رَأَيْتُهُ ، وَأَخْطَأَ رَأْيِي ، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أُعْطِيَ ثَلاَثًا لأَنْ أَكُونَ أُعْطِيتُ إِحْدَاهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، لَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرٍ خُمٍّ بَعْدَ حَمْدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ : هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ، وَالِ مَنْ وَالاَهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَجِيءَ بِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَهُوَ أَرْمَدُ مَا يُبْصِرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْمَدُ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ فَلَمْ يَرْمَدْ حَتَّى قُتِلَ ، وَفُتِحَ عَلَيْهِ خَيْبَرُ وَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ : تُخْرِجُنَا وَنَحْنُ عَصَبَتُكَ وَعُمُومَتُكَ وَتُسْكِنُ عَلِيًّا ؟ فَقَالَ : مَا أَنَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَسْكَنْتُهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكُمْ وَأَسْكَنَهُ.
وَأَمَّا مَا ذُكِرَ مِنَ اعْتِزَالِ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَأْخُذَ الْبَيْعَةَ لَهُ مُحَمَّدًا ابْنَهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ وَأَبُو مَسْعُودٍ ، فَامْتَنَعَ أَبُو مُوسَى أَنْ يُبَايِعَ فَرَجَعَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَعَثَ الْحَسَنَ ابْنَهُ وَمَالِكَ الأَشْتَرَ.

الصفحة 116