كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 3)

4602- فَحَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، وَابْنِ عَيَّاشٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَبُويِعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، خَطَبَ أَبُو مُوسَى وَهُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ، فَنَهَى النَّاسَ عَنِ الْقِتَالِ ، وَالدُّخُولِ فِي الْفِتْنَةِ ، فَعَزَلَهُ عَلِيٌّ عَنِ الْكُوفَةِ ، مِنْ ذِي قَارٍ ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَعَزَلاَهُ ، وَاسْتَعْمَلَ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ ، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلاً حَتَّى قَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ أَشْهُرٍ فَعَزَلَهُ حَيْثُ قَدِمَ ، فَلَمَّا سَارَ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ حَيْثُ قَدِمَ مِنْ صِفِّينَ.
4603- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : دَخَلَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ عَلَى عَمَّارٍ وَهُوَ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ ، فَقَالاَ لَهُ : مَا رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا مُنْذُ أَسْلَمْتَ أَكْرَهَ عِنْدَنَا مِنْ إِسْرَاعِكَ فِي هَذَا الأَمْرِ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : مَا رَأَيْتُ مِنْكُمَا مُنْذُ أَسْلَمْتُمَا أَمْرًا أَكْرَهَ عِنْدِي مِنْ إِبْطَائِكُمَا ، عَنْ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : فَكَسَاهُمَا عَمَّارٌ حُلَّةً حُلَّةً ، وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وَأَمَّا قِصَّةُ اعْتِزَالِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيِّ عَنِ الْبَيْعَةِ
4604- فَحَدَّثْنَاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ أَصْنَعُ إِذَا اخْتَلَفَ الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ : تَخْرُجُ بِسَيْفِكَ إِلَى الْحَرَّةِ فَتَضْرِبُهَا بِهِ ، ثُمَّ تَدْخُلُ بَيْتَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ.
4605- وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الأَشْهَلِيِّ ، أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا مِنْ نَجْرَانَ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ ، وَقَالَ : جَاهِدْ بِهَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِذَا اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ النَّاسِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ ، ثُمَّ ادْخُلْ بَيْتَكَ ، وَكُنَّ حِلْسًا مُلْقًى حَتَّى تَقْتُلَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ ، أَوْ تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ.
قَالَ الْحَاكِمُ : فَبِهَذِهِ الأَسْبَابِ وَمَا جَانَسَهَا كَانَ اعْتِزَالُ مَنِ اعْتَزَلَ عَنِ الْقِتَالِ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُ.

الصفحة 117