كتاب المستدرك للحاكم - دار المعرفة (اسم الجزء: 3)
6695- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ أَبِي رُومَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : أَسْلَمَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ بِسَنَةٍ ، ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو الْعَاصِ فَرَدَّهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ.
ذِكْرُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
6696- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهُ دَجَاجَةُ بِنْتُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ حِزَامٍ اسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى الْبَصْرَةِ وَعَزَلَ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : قَدْ أَتَاكُمْ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ كَرِيمُ الآمَّهَاتِ وَالْعَمَّاتِ وَالْخَالاَتِ ، يَقُولُ بِالْمَالِ فِيكُمْ هَكَذَا وَهَكَذَا أَوْ كَانَ كَثِيرَ الْمَنَاقِبِ وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ خُرَاسَانَ وَأَحْرَمَ مِنْ نَيْسَابُورَ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى وَعَمِلَ السِّقَايَاتِ بِعَرَفَةَ.
6697- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ مُصْعَبٌ : وَذُكِرَ بِهَذَا الإِسْنَادِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ ، فَقَالَ : هَذَا شَبَهُنَا وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْفُلُ عَلَيْهِ ، وَيُعَوِّذُهُ فَجَعَلَ عَبْدُ اللهِ يَتَسَوَّغُ رِيقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ لَمَسْقِيٌّ فَكَانَ لاَ يُعَالِجُ أَرْضًا إِلاَّ ظَهَرَ لَهُ الْمَاءُ ، وَلَهُ النِّبَاحُ الَّذِي يُقَالُ : بِنِبَاحِ عَامِرٍ ، وَلَهُ الْجُحْفَةُ وَلَهُ بُسْتَانُ ابْنُ عَامِرٍ بِنَخْلِهِ عَلَى لَيْلَةٍ مِنْ مَكَّةَ ، وَلَهُ آبَارٌ فِي الأَرْضِ كَثِيرَةٌ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ زَوَّجَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ ابْنَتَهُ هِنْدًا فَكَانَتْ هِنْدُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ أَبَرَّ شَيْءٍ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَنَّهَا جَاءَتْهُ يَوْمًا بِالْمِرْآةِ وَالْمِشْطِ وَكَانَتْ تَتَوَلَّى خِدْمَتَهُ بِنَفْسِهَا فَنَظَرَ فِي الْمَرْآةِ فَالْتَقَى وَجْهُهُ وَجْهَهَا فَرَأَى شَبَابَهَا وَجَمَالَهَا وَرَأَى الشَّيْبَ فِي لِحْيَتِهِ قَدْ أَلْحَقَهُ بِالشِّيُوخِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : الْحَقِي بِأَبِيكِ ، فَانْطَلَقَتْ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : وَهَلْ تُطَلَّقُ الْحَرَّةُ ؟ فَقَالَتْ : مَا أَتَى مِنْ قِبَلِي ، فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : أَكْرَمْتُكَ بِابْنَتِي ، ثُمَّ رَدَدْتَهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ ذَاكَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَنَّ عَلَيَّ بِفَضْلِهِ وَجَعَلَنِي كَرِيمًا ، وَلاَ أُحِبُّ إِلاَّ كَرِيمًا لاَ أُحِبُّ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، وَإِنَّ ابْنَتَكَ أَعْجَزَتْنِي بِمُكَافَأَتِهَا لَحُسْنِ صُحْبَتِهَا ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا شَيْخٌ وَهِيَ شَابَّةٌ لاَ أَزِيدُهَا مَالاً وَلاَ شَرَفًا إِلَى شَرَفِهَا ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهَا إِلَيْكَ لِتُزَوِّجَهَا فَتًى مِنْ فِتْيَانِكَ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ.
الصفحة 639