كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 3)
11929- حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : زَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى , وَأَبْكَى مَنْ كَانَ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : اسْتَأْذَنْت رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمَ الْمَوْتَ.
11930- حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَتَى جِزْم قَبْرٍ فَجَلَسَ إلَيْهِ فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ , وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَامَ وَهُوَ يَبْكِي فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولُ اللهِ مَا الَّذِي أَبْكَاك ، قَالَ : هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْت رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي وَسَأَلْتُهُ الاِسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَذَكَرْتهَا فَرَقَّتْ نَفْسِي فَبَكَيْت ، قَالَ فَلَمْ يُرَ وَمَا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ.
11931- حدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، حدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ ، حدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يزيد ، حدَّثَنَا مَسْرُوقٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، وَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ , فَزُورُوهَا تُذَكِّرْكُمَ.
11932- حدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ تُوُفِّيَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ ، وَابْنُ عُمَرَ غَائِبٌ ، فَلَمَّا قَدِمَ ، قَالَ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ سَاعَةً يَدْعُو.
11933- حدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بِالْحُبْشِيِّ ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ الْحُبْشِيُّ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً مِنْ مَكَّةَ فَدُفِنَ بِمَكَّةَ ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ أَتَتْ قَبْرَهُ ، فَقَالَتْ :
وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا.
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعًا.
ثُمَّ قَالَتْ : أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ حَضَرْتُك لَدَفَنْتُك حَيْثُ مِتَّ وَلَوْ شَهِدْتُك مَا زُرْتُك.
الصفحة 343