كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 3)
12175- حدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ ، قَالَ : إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ.
12176- حدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حدَّثَنَا سُفْيَانَ ، عَنِ الأَسْوَد بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ نُبَيْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ مَا مِنْ جِنَازَةٍ إِلاَّ تُنَاشِدُ حَمَلَتَهَا إِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً وَاللَّهُ عَنْهَا رَاضٍ قَالَتْ أَسْرِعُوا بِي وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَاللَّهُ عَنْهَا سَاخِطٌ قَالَتْ رُدُّونِي فَمَا شَيْءٌ إِلاَّ يَسْمَعُهُ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ وَلَوْ سَمِعَهُ الإِنْسَاْن جَزِعَ وَخَرِع.
12177- حدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ تَمِيمٍ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إنَّك قَدْ أَصْبَحَتْ عَلَى جَنَاحِ فِرَاقِ الدُّنْيَا , فَمُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ , وَأَذْكُرُك بِهِ ، قَالَ : إنَّك مِنْ أُمَّةٍ مُعَافَاةٍ , فَأَقُمَ الصَّلاَةَ , وَأَدِّ زَكَاةَ مَالِكِ , إِنْ كَانَ لَكَ , وَصُمْ رَمَضَانَ وَاجْتَنِبَ الْفَوَاحِشَ ، ثُمَّ أَبْشِرْ ، قَالَ : ثُمَّ أَعَادَ الرَّجُلُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ شُعْبَةُ : وَأَحْسَبُهُ أَعَادَ عَلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , وَرَدَّ عَلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , فَنَفَضَ الرَّجُلُ رِدَاءَهُ ، وَقَالَ : {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ} إلَى قَوْلِهِ {وَيَلَعَنَهُمَ اللاَعَنْونَ} فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : عَلَيَّ الرَّجُلِ , فَجَاءَ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : مَا قُلْتَ ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلاً مُعَلَّمًا عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَيْسَ عِنْدِي , فَأَرَدْت أَنْ تُحَدِّثَنِي بِمَا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ , فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ إِلاَّ قَوْلاً وَاحِدًا ، فَقَالَ له أَبُو الدَّرْدَاءِ : اجْلِسْ ، ثُمَّ اعْقِلْ مَا أَقُولُ , أَيْنَ أَنْتَ مِنْ يَوْمٍ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَرْضِ إِلاَّ عَرْضُ ذِرَاعَيْنِ فِي طُولِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ , أَقَبْلَ بِكَ أَهْلُك الَّذِينَ كَانُوا لاَ يُحِبُّونَ فِرَاقَك , وَجُلَسَاؤُك , وَإِخْوَانُك فَأَتْقَنوا عَلَيْك البُنْيَان ، ثُمَّ أَكْثَرُوا عَلَيْك التُّرَابَ ، ثُمَّ تَرَكُوك لِمَتَلِّكَ ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَك مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ جَعْدَانِ , اسْمَاهُمَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فَأَجْلَسَاك ، ثُمَّ سَأَلاَك مَا أَنْتَ أَمْ عَلَى مَاذَا كُنْت ؟ أم مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا ، فَإِنْ قُلْتَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلاً ، فَقُلْتُ ، فَقَد وَاللَّهِ رَدِيتَ ، وخَزِيتَ ، وَهَوِيتَ , وَإِنْ قُلْتَ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ كِتَابَهُ ، فآمَنْتُ بِهِ ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ , فَقَدْ وَاللَّهِ نَجَوْتَ ، وَهُدِيتَ ، وَلَمْ تَسْتَطِعْ ذَلِكَ إِلاَّ بِتَثْبِيتٍ مِنَ اللهِ ، مَعَ مَا تَرَى مِنَ الشِّدَّةِ وَالْخَوْفِ.
الصفحة 378